شبكة قدس الإخبارية

​الإسرائيليون يعترفون: الاغتيالات لا توقف الهجمات المسلّحة!

الاسرائيليون
عدنان أبو عامر

في الوقت الذي تتصاعد فيه بعض الدعوات الإسرائيلية لاستئناف سياسة الاغتيالات ضد القادة الفلسطينيين، لاسيما في قطاع غزة، على أمل أن تسهم هذه السياسة الدامية في وقف حالة الاستنزاف التي تعانيها إسرائيل في خاصرتها الجنوبية المسماة غلاف غزة، تخرج أصوات إسرائيلية أخرى تطالب بالتريّث، وعدم المسارعة في إطلاق مثل هذه الدعوات المجربة خلال سنوات وعقود طويلة دون جدوى.

صحيح أن الوضع الأمني الإسرائيلي على حدود غزة لم يعد يطاق، وفق التقديرات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، لكن اللجوء لأسلوب التصفيات الجسدية بحق هذا القائد أو ذاك، ورغم ما سوف يسببه من فقدان له، وخسارة للحركة الوطنية الفلسطينية، لكنه في نهاية الأمر لن يقضي بصورة مبرمة على حالة المقاومة المُسلحة.

إن أقصى ما سوف تحقّقه هذه الاغتيالات هو تهدئة الإسرائيليين المذعورين، والإثبات لهم أن أمنهم ما زال فاعلًا، فضلا عن محافظتها على مستوى متصاعد من الكراهية والخوف ضد الفلسطينيين الساعين للقضاء على إسرائيل، فضلا عن أن هذه الاغتيالات ستقضي على أي فرص لنجاح العملية السياسية، الميتة أصلا.

الاغتيالات التي لا تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عنها، كما جرت العادة، لن تنجح بالقضاء على تطلعات الشعب الفلسطيني بالاستقلال، هي لا تتجاوز في مهمتها سوى أن تكون "المهدئ القومي" لليهود الخائفين، وتقديم دليل إضافي على أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ما زالت تعمل على ما يرام.

ورغم ما تقدمه إسرائيل من الكثير من مبرراتها لمواصلة هذه الاغتيالات، فإنها تسعى ضمناً لإخفاء ما تمني به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من سلسلة الإخفاقات والفشل المتلاحق في كل الجبهات، سواء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، وهذا يطرح السؤال: ماذا ستجني إسرائيل إن واصلت حفر القبور لمن ستغتالهم في هذه العمليات السرية؟

تدرك إسرائيل أكثر من سواها أن هذه الاغتيالات التي تصادق عليها تسفر عن إشاعة المزيد من أجواء الكراهية والخوف بين العرب والفلسطينيين، بل وتزيد من دوافع الانتقام والثأر لديهم، والنتيجة أن أي انتقام فلسطيني أو عربي سيولد انتقاما إسرائيليا في المقابل؛ لأن العين بالعين منطق مقبول في الشرق الأوسط، وبهذا المنطق تورط إسرائيل نفسها.

ورغم أن هناك من الإسرائيليين من يدافع عن هذه السياسة، بأنها تهدف لإعاقة العمليات المسلحة، أو القضاء عليها، فإن التعرف على أحوال ومعدلات الهجمات المسلحة، يشير إلى أنها لا تتنفس فقط، تضرب وتطلق النار، بل تنجح بإقامة ميزان من الردع والتهديد مع الجيش الإسرائيلي، الأكبر والأخطر في المنطقة.