شبكة قدس الإخبارية

أحلام صيادي غزة يبددها رصاص الاحتلال الإسرائيلي

181017_YQ_00 (20)
عائد بكر

غزة- خاص قدس الإخبارية: توقف محرك قارب الصياد الفلسطيني محمود مقداد عن الدوران في أعقاب اعتداء بحرية الاحتلال الإسرائيلي عليه قبل عدة أشهر خلال عمله بأحد المناطق ببحر غزة.

وكان الصياد مقداد يبحر يومياً بقاربه مستبشرًا بالخير وكله أمل بأن يصطاد ما يؤمن قوت أبنائه، ولكن هذا الأمل تناقص شيئًا فشيئًا في أعقاب مصادرة حرية الاحتلال قاربه قبل 6 أشهر أثناء عمله داخل البحر على بعد 4 أميال تحدث عن فقد مصدر رزقه الوحيد الذي يعتاش منه هو وأسرته المكونة من 8 أفراد.

وقال الصياد مقداد لـ " شبكة قدس" إن مصادرة قاربه خلق معاناة كبير لعدم قدرته على توفير متطلبات الحياة لعائلته خاصة وأن غالبيتهم من الأطفال.

وأضاف: "ما هو الذنب الذي اقترفته كي أفقد قاربي الذي عملت لسنوات كي أتمكن من شرائه وما هو مصير أولادي بعد أن فقدت مصدر رزقي وكيف سأنظر بأعين أطفالي في ساعات الصباح وهم يطلبون مصروف المدرسة ولا أستطيع اعطائهم".

وأعرب مقداد عن سُخطه من عملية الاعتقال التي تعرض لها بعد أن أطلقت زوارق الاحتلال الحربية أعداد كبيرة من الأعيرة النارية والمطاطية وعدد من تلك الرصاصات أصابت المحرك والذي توقف عن الحركة كليا نتيجة الاستهداف الإسرائيلي.

وتابع: "فور توقف القارب قام أحد جنود بحرية الاحتلال بالمناداة عبر مكبر الصوت ليأمرنا بخلع كامل ملابسنا ومن ثم النزول بالماء كي يتم اعتقالنا وتقيدنا على متن الزورق الحربي ووضع الأكياس برؤوسنا لتبدأ رحلة العذاب وفقدان الأمل".

حصار مشدد

من جانبه قال منسق لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر إن سلطات الاحتلال وعلى مدار أكثر من 12 عام مضت فرضت حصارًا بحريًا وبريًا خانقاً على قطاع الصيد، مارست خلاله الزوارق الحربية أبشع الجرائم بحق الصيادين من عمليات ملاحقة ومطاردة واستخدام كافة أنواع الأسلحة.

وأضاف بكر لـ "شبكة قدس" أن الاعتداءات على الصياد الفلسطيني ليست مجرد مصادرة قارب أو اعتقال أو حتى قتل إنها وبكل ما في الكلمة من معنى إهانة للكرامة الإنسانية وحط من قيمة الانسان وحقه في العيش، معتبراً أن الحصار المفروض على قطاع الصيد المدني الأعزل هو أطول حصار عرفه التاريخ البشري، وقضيته سياسة بامتياز نتج عنها معاناة لما يقارب 4000 صياد وعائلاتهم، إضافة إلى نحو 1500 عامل يرتبطون بمهنة الصيد، وانعدام الأمن الغذائي لأكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.

 

وفرضت سُلطات الاحتلال حصارها على قطاع الصيد عام 2006 رافقه اعتداءات ممنهجة بحق الصيادين، أدت إلى استشهاد عدد كبير منهم كان أخرهم الصياد نواف العطار الذي اسُتشهد نهاية عام 2018، وأصابت واعتقلت المئات، كذلك دمرت وصادرت عدد كبير من مراكب الصيادين، بالإضافة لعدم قدرتهم على تجديد مراكبهم بسبب القيود المفروضة على إدخال مواد الصيد كمادة "الفيبر جلاس" ومحركات القوارب.

وعن تأثيرات الحصار على الإنتاج السمكي لفت بكر إلى إن إنتاج الأسماك انخفض من 4000 طن سنويًا إلى متوسط 1800 طن سنويًا، كذلك انخفاض دخل الصياد من متوسط 1500 شيكل شهريًا إلى أقل من 400 شيكل شهريًا، مشيرًا إلى وصول أكثر من 88% من الصيادين تحت خط الفقر المدقع.