شبكة قدس الإخبارية

المرفق.. خلف المشاتيح أعمال فنية لم تكتمل

IMG_8023
هيئة التحرير

رام الله المحتلة – خاص قدس الإخبارية: خلف "المشاتيح" التي شكلت حيزه الخاص، بدأ الفنان عصمت زيد وضع لمساته الأولى بكل هدوء، على لوحته التي ستعرض بعد يومين في معرض "المرفق" الفني، ويبدو أن عصمت لن يتعجل لإنهائها.

فخلاف المعارض الفنية المعتاد تنظيمها، لن ترى لوحات أو أعمال فنية تنتظرك لتتأملها، أو تنقدها وتتفكر بها، بل ستجد أعمالاً فنية لم تكتمل بعد، تنتظر توافد الزائرين الذين سيشاركون في إتمامها عبر الملاحظات والنقد، أو حتى المشاركة الفعلية.

ففي معرض "المرفق" الفني الذي تنظمه مؤسسة القطان في رام الله، يشارك 17 فلسطينياً من خلفيات فنية متعددة، يرتب كل منهم الأستديو الخاص به كما يتناسب مع طبيعة عمله الفني، مستعداً للبدء بعمل جديد ومختلف، منذ 23 آذار حتى نهاية نيسان 2019.

IMG_8034
 

عصمت زيد من قلقيلية، أنهى دراسة الرياضات إلا أن الفن أصبح شغفه، رتب ألوانه بعانية، وألقى لوحته الأولى على الأرض، جالساً قربها، وقد بدأ بتحضيرها للمعرض، "تجربة غنية ومثيرة، مختلفة عن المعارض السابقة التي تترك الزائر أمام اللوحات دون تفاعل مع صانع اللوحة" يقول عصمت لـ قدس الإخبارية، مبيناً أن معرض المرفق سيكون معرضاً تفاعلياً بين الفنان والجماهير الزائرة التي ستترك أثرها على الأعمال الفنية، وربما تغير المسار التي حددها لها صاحبها.

لا يعلم عصمت كيف سيكون نتيجة عمله في حيز جديد سيعمل فيه على لوحته الفنية، في ظل هامش ضيق من الخصوصية سيبددها توافد الزائرين إلى الأستديو الخاص به، بعد رفع الستار الأبيض، دون أن يطرقوا باباً أو يستأذنوه، "تجربة تستحق أن أخوضها وأختبر نفسي فيها، وسأعمل خلالها على توريط الزائر بالعمل معي على اللوحات"، مشيراً إلى أنه سينتج ثلاثة أعمال، واحدة منها ستكون تفاعلية مع الجمهور الزائر.

الأعمال الفنية لعصمت منصور ستتناول الحدود السياسية التي فرضت على الواقع العربي، وخاصة التي نتجت عن معاهدة "سايكس بيكو"، مستوحي ذلك من طبيعة عمله على الحدود الفلسطينية، "ستتحدث اللوحة الأولى عن العلاقات بين الناس في الكرة الأرضية دون حدود سياسية، فيما ستتحدث الثانية عن تجزئة الحدود السياسية للناس".

بجانب أستديو عصمت، نصب الفنان مهند العزة من بيت لحم، لوحته في الأستديو الخاص به وقد رتب حوله مجموعة من أعماله السابقة، يقول لـ قدس الإخبارية، "أعمل على مشروع فني حول المخيم، وهو مشروع قيد التحديث، سأحاول من خلاله تناول صورة المخيم بعيون أهله وبعيون الآخرين".

مهند تخرج من كلية الفنون في جامعة القدس ثم أكمل دراسته في الفنون الإسلامية في المغرب، سيضمن مشروعه "المخيم" مجموعة من الأعمال الفنية التي ستتناول تفاصيل داخل المخيم، "المختلف في هذه المشاركة، أنه أتيح لنا مساحة سنعمل فيها مدة شهر.. هذه المساحة وهذا الجو حولنا سيخلق تفاعل يومي، وسنبني المعرض تدريجياً مع الجمهور حتى عرض اللوحات بشكل نهائي" يقول مهند.

يبين مهند أنه تفاعل الجمهور مع الفنان خلال العمل على لوحاته سيزيل الهالة التي تفرض حول الفانين والتي تمنع الجمهور من الدخول إلى هذا الحيز، "اعتدت على رسم الجداريات ودائما حولي الناس الذين يتحدثون ويقدمون النصائح والملاحظات والانتقادات والإضافات.. ولذلك ستكون هذه التجربة ليست غريبة لي".

IMG_8026
 

في الجانب الآخر من المعرض، ترتب آية نافز نيروخ أغراضها بينما يلعب حولها طفلها أحمد، وقد بدأت تستعد للعمل على مشروع stop motion جديد.

تقول آية لـ قدس الإخبارية، إن المشروع سيكون عبارة عن صندوق موسيقى ستبني فيها شخصية لعُبة ترفض الزمان والمكان التي زجت فيه، وستتحدى هذه الظروف حتى تخرج من الصندوق.

"ليلى والهيكل" أحد أعمال آية غير منشور، والذي يتحدث عن القضية الفلسطينية، إضافة لمجموعة أخرى من الأعمال التي أنهتها، وأخرى تعمل عليها، تعلق آية، "هذا المعرض شكل فرصة لي لأشتغل على الأعمال التي أسعى لإنهائها وتطويرها".

في الأستديو المقابل، تستعد حنين نزال من مدينة جنين لعمل فني جديد في الرسوم المتحركة animation، والذي سيتضمن رسوم هزلية comics، لقصة الروائي الشهيد غسان كنفاني من مجموعة أعماله "عالم ليس لنا"، تقول حنين لـ قدس الإخبارية، "التجربة في هذا المعرض غنية، لن ننتهي من استكشافها، فكل فنان له مجاله وطريقته وروحه الفنية.. وكله سيشكل غناء بصري للزائر حتى ولو لم يتحدث مع أحد من الفنانين".

حنين رتبت حيزها بما يتناسب مع جوها الخاص المعتادة عليه، كما علقت بجوارها مجموعة من أعمالها السابقة، "طريقة بناء المعرض الذي يحاكي الأحواش الفلسطينية، شيء لطيف ومريح بين الفنانين وخلق بيئة مختلفة وعلاقات جديدة مع الفنانين الآخرين".

المعرض الذي يشارك فيه 17 فلسطينياً، بُني من المشاتيح الخشبية لتسهيل إعادة تدويرها واستخدامها، بطريقة تحاكي الأحواش الفلسطينية القديمة، فكل مجموعة أستديوهات لها مدخل ومساحة واحدة يجتمع فيها الفنانين ببعضهم البعض، وبالزائرين.

IMG_8012
 

قيم معرض "المرفق"، يزيد عناني يبين لـ قدس الإخبارية، أن الحوائط ستكون خانقة للفنان وهو الذي يكون بالعادة بالمعارض الفنية والتي تهدف إلى خلق تركيز على عمل فني واحد، "المشاتيح كانت بديلة للحوائط التي قد تحول الأستدوهات إلى زنازين.. تسمح للبصر للدخول من خلاله والحصول على لمحات عن الأعمال الفنية".

ورغم أن قيم المعرض عليه نسج جملة بين الأعمال الفنية، إلا أن معرض "المرفق" شكل نسج جملة بين الفنانين، يقول عناني، "المعرض يجمع 17 فلسطينياً باختلاف توجهاتهم الفنية وتقنياتهم، وباختلاف من الأماكن الجغرافية القادمين منها... المعرض خلق بيئة جديدة لهؤلاء الفنانين ليتعايشو سوياً ويتعلموا من بعضهم البعض، ويتعلموا أيضا من الزائرين الذين سيكونون جزءاً من المعرض".

وأوضح عناني أن طريقة معرض المرفق ستزيل التركيز عن عمل الفنان بل على عمليات الإنتاج التي يقوم بها، وعلى البيئة التي يتواجد فيها، التي ستصبح أهم من العمل نفسه.

IMG_8040
 

IMG_8029
 

IMG_8025
 

IMG_8020