شبكة قدس الإخبارية

عملية سلفيت وزلزال الوعي

53251530_2482310125179207_6616569648324280320_o
ياسين عزالدين

لم أر عمليةً منذ سنوات طويلة أحدثت زلزالًا عميقًا في الوعيين الصهيوني والفلسطيني بقدر عملية الشهيد عمر أبو ليلىوهذا يؤكد على أن قوة العملية لا تقاس دومًا بعدد القتلى الصهاينة.

تظهر في الصورة غرفة تحصينات وضعها الجيش عند محطات الحافلات الصهيونية بالضفة بعد العملية، لكنها تسببت بموجة غضب عارمة بين المستوطنين الذين قالوا أن "الجيش لا يريد القتال ويريد منا الاختباء"، واضطر الجيش للتراجع عن نشرها.

55559474_2133101666776001_1893783503238070272_n
 

أدرك الصهاينة بما لا يدع للشك أن لديهم جيشًا لا يريد القتال، وهذا ما كانوا يشكون به نتيجة تسلسل الأحداث في غزة بالسنوات الأخيرة، لكن عملية سلفيت كانت صفعة مؤلمة في وعيهم أكدت أسوأ شكوكهم.

الكيان الصهيوني بني على أكتاف جيش مقاتل ومحارب، صاحب الردع وأسطورة الجيش الذي لا يقهر، وها هي صورته تتهاوى أمام شاب لم يكد يخرج من عمر الطفولة.

وهذا قد يفسر قتل الاحتلال للشهداء الثلاثة في نابلس وبيت لحم في الأيام الأخيرة، خاصة أنهم لم يكونوا بصدد تنفيذ عمليات مسلحة، فيبدو أن الرغبة بالانتقام واستعادة الثقة المهزوزة دفعت الجنود لارتكاب جرائم قتلهم هذه.

وفي الجهة المقابلة نرى العملية لامست عمق الوعي الفلسطيني، وأعادت الثقة بالنفس لدى الإنسان الفلسطيني، عندما رأى شابًا في عمر الزهور يلطخ كرامة الجيش الذي لا يقهر.

تميزت انتفاضة القدس بكثرة نظريات المؤامرة التي ترافق كل عملية للمقاومة، وتشكيكًا بأن هنالك عملية أصلًا، وهذا يعود في جزء منه ليأس الناس وانعدام ثقتهم بوجود نفس مقاوم لدى الشباب الفلسطيني.

أما عملية الشهيد عمر فهي من العمليات النادرة التي لم ترافقها نظريات مؤامرة أو تشكيك في جدواها أو صوابيتها، وهذا دليل في رأيي على أنها رفعت معنويات الناس إلى مستويات غير مسبوقة، فنظريات المؤامرة تزدهر عندما يشعر الناس بالهزيمة واليأس وتختفي في نشوة الانتصار.

المقاومة هي عملية تراكمية، وما فعله الشهيد عمر أبو ليلى هو قفزة كبيرة في الوعي، فهل يترجم هذا الوعي إلى مزيد من المقاومة فلسطينيًا وإلى المزيد من الخور والضعف صهيونيًا؟