شبكة قدس الإخبارية

على بعد خطوة.. رباط على أبواب الأقصى رغم الإبعاد

53333286_2458733100870243_3363000560029532160_o
هيئة التحرير

القدس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: تُقلب الرياح السجاد مجدداً وتبعثره أمام باب الأسباط في بلدة القدس القديمة، ولكن سريعاً ما يُفرش مجدداً ويرتب على الأرض المبللة بالأمطار التي أسقتها خلال اليومين الماضيين، تحضيراً لإقامة صلاة الجمعة.

يتجمع العشرات في المكان، يتصافحون، يتبادلون المزاح حول قرارات إبعادهم، وماذا جرى في غرف التحقيق.

أحدهم ورغم وجعه، ما زال يحتفظ به في الجيب الداخلي لمعطفه.. قرب قلبه!

تتكرر ذات الجملة المتداولة مجدداً، "نحن كالسمك إذا أخرجنا من المسجد الأقصى نموت"، وهي عبارة يقولها بالعادة أهالي البلدة القديمة، ولكنها اليوم أصبحت شعار المبعدين عن المسجد الأقصى.

يواصل الآلاف مسيرهم إلى باحات المسجد الأقصى، وتحديداً إلى مصلى باب الرحمة حيث ستقام الصلاة "خاوة" للجمعة الثانية، سيمرون ويلقون السلام على من وقع عليهم انتقام الاحتلال بقرارات الإبعاد. تقول دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن عدد المصلين تجاوز 30 ألف مصل.

يستبق الخطيب الوقت، ويخطب في المبعدين المرابطين بالطقس البارد قرب باب الأسباط، "نقول لأهل الضفة، من يبلغ من العمر 50 عاماً، أن يستطيع القدوم وتجاوز حواجز الاحتلال، وتحدي قراراته.. فلتأتوا ولتقفوا معنا، ولتناصروا أهل بيت المقدس، لأجل المسجد الأقصى المبارك، لأنه الله سائل كل منا عن تقصيره اتجاه هذا المسجد المبارك".

توحد كلمة "آمين" المصلين المبعدين، يرددون وراء دعاء الخطيب، "اللهم رد هؤلاء المبعدين إلى مسجدهم وأقصاهم، اللهم ردنا إلى مسجدنا وأقصانا... اللهم أننا في نحور الظالمين، ونعوذ بك من شرورهم".

 ويواصل الخطيب لجؤله إلى الله، "اللهم أنهم اعتدوا علينا، واعتدوا على حرية صلاتنا وعبادتنا في المسجد الأقصى المبارك.. اللهم احرمهم الأمن والأمان، اللهم شل أركانهم، اللهم أخرس ألسنتهم.. اللهم من منعنا من الصلاة في المسجد الأقصى، امنع عنه الماء والهواء وأجعله عبرة لمن يعتبر".

 

15 من المصلين المبعدين هم من حراس المسجد الأقصى والموظفين العاملين فيه، لم يستقبلوا المصلين اليوم، لم ينظموا دخولهم وتوزيعهم إلى المصليات، لن يحرسوا ظهورهم، ولكنهم رابطوا قريبين منهم، وعلى أبواب المسجد الأقصى.

والمبعدون من حراس وموظفي المسجد الأقصى، هم: "الشيخ ناجح بكيرات، الشيخ رائد دعنا، الشيخ عبد العظيم سلهب، رضوان عمرو، فادي عليان، عرفات نجيب، لؤي أبو سعد، عصام نجيب، رائد زغير، عماد عبادين، علي حمد، حسام سدر، يحيى شحادة، سليمان أبو ميالة، أحمد أبو عليا".

والمبعدون من أهالي مدينة القدس، هم: "خديجة خويص، هنادي الحلواني، جهاد قوس، روحي قلغاصي، محمد دقاقو محمد شلبي، محمد أبو شوشه، بهجت الرازم، مصطفى الهشلمون، نور الشلبي، يعقوب الدباغ، تامر خلفاوي، أحمد جابر، هشام بشيتي، نظمي أبو رموز، حسام سدر، محمد زغير، مجدي عباسي، عبد الرحيم عباسي، مجدي عباسي، عماد عباسي، يوسف الحواش، ناصر قوس، عرين الزعانين، نضال زغير، حمزة زغير، إيهاب زغير، عمر زغير، محمود زغير، اسلام زغير، إبراهيم النتشة، محمد حزينه، مأمون الحشيم، حجازي أبو صبيح، انس أبو الحمص، محمود مؤنس، محمد أبو قويدرو رضا نجيب، أحمد السلايمة، عوض السلايمة، شادي مطور، أحمد الركن، علي عجاج، محمد نجدي، مراد مسك، مراد إدريس، أحمد جابر".

محاكم الاحتلال أصدرت عشرات قرارات الإبعاد على خلفية أحداث باب الرحمة، وتنص على إبعادهم عن باحات المسجد الأقصى لفترات متفاوتة تبدأ من أسبوع إلى عدة شهور. فيما صدرت قرارات بحق آخرين تضمنت إبعاد عن منطقة باب الرحمة، وهي تعتبر سابقة خطيرة من نوعها.

رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب قال لـ قدس الإخبارية، إن قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى الصادرة مؤخراً بحق 150 فلسطينياً من مدينة القدس ومن الداخل المحتل، اعتقلوا على خلفية أحداث باب الرحمة، وقد صدر بحق معظمهم قرارات إبعاد تتراوح من عدة أيام إلى أسبوع، ووصلت في أقصاها إلى ستة شهور، وطالت مجموعة من الشيوخ والنساء والأسرى السابقين.

وأكد على أنه لا يوجد حصر دقيق لقرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، وبعض هذه القرارات هي قرارات قديمة وقد قام الاحتلال بتجديدها، "الاحتلال يحاول تفريغ المسجد الأقصى المبارك، ويحاول من خلال هذه السياسة تصدير الخوف إلى بقية أبناء الشعب الفلسطيني، ليمنعهم من دخول الأقصى".

ولفت إلى أن قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى تأتي تزامناً مع تصاعد اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وقيامهم بآداء صلوات تلمودية علنية،
"مسؤولون الاحتلال لديهم خطة انتخابية للكنيست، ويستخدمون البطش في أهالي القدس والمسجد الأقصى كدعاية انتخابية".

ولا يكتفي الاحتلال بقرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى فقط، فبين أبو عصب أن الاحتلال يصدر قرارات إبعاد عن أبواب البلدة القديمة وأسوارها، كما سبق أن أصدر قرارات إبعاد عن مدينة القدس كما حصل مع الشيخ رائد صلاح وأسرى محررين، "الاحتلال يتفنن بقرارات الإبعاد.. إلا أن أقسى هذه القرارات التي تشمل الإبعاد عن المسجد الأقصى، لخصوصيته الدينية، ولما يتعرض له من اقتحامات من قبل المستوطنين".