شبكة قدس الإخبارية

رغم أنف الاحتلال ومستوطنيه... عودة الحياة لجدران مسجد "الديسي" المهترئة

666
رناد شرباتي

القدس المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: بسواعد أهل القدس، تحولت الجدران المهترئة لمسجد الديسي داخل أسوار البلدة القديمة للقدس، بعد إعادة ترميمه وافتتاحه مجددًا، تحت إشراف دائرة الأوقاف الاسلامية، وبالرغم من العقوبات والتهديدات التي تعرضوا لها من قبل المستوطنين المحيطين بهم.

المسجد يقع في حي الشرف " شرف الدين العلمي" والذي سمي فيما بعد بالحي اليهودي، حيث بنيت مساكن للمستوطنين بجوار المسجد وعلى أنقاض عقارات الأوقاف الإسلامية التي هدمها الاحتلال عام 1976م بعد احتلال القدس. أعيد ترميمه وافتتاحه بسواعد أهالي القدس وتبرعات من أهل الخير وبإدارة الأوقاف.

وتيلغ مساحة المسجد 60 مترًا، يتوسطه في الجهة القبلية الجنوبية محراب على جانبيه عامودان، يستطيع الزائر الوصول إليه إما من باب النبي داوود، أحد أبواب سور القدس أو من داخل البلدة القديمة مرورًا من حائط البراق وحارة الشرف.

96
 

وحول عملية ترميم المسجد، يقول رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في دائرة الأوقاف مصطفى أبو زهرة، إنّه تم بناء هذا المسجد في الحقبة الأيوبية قبل 700 عام، ولم يطرأ عليه ترميمات من ذاك الوقت سوى مؤخرا، والتي استمرت عدة شهور، تم خلالها تكحيل مئذنته التي بنيت في العهد الأردني وفرش المسجد وإعادة تأهيل المرافق الصحية وساحته الخارجية لاستقبال المصلين.

وأوضح أنه تم افتتاح المسجد في الرابع من شباط الحالي، بحضور مجموعة من المشايخ في دائرة الأوقاف الاسلامية، وأقيمت فيه صلاة الظهر بكامل سعته، داعيًا أهالي القدس لإعمار المسجد بالمصلين وخاصة التجار القريبين منه، باعتباره رمزًا المسلمين ومعلمًا تاريخي يستهدفه الاحتلال ويسعى لإغلاقه، موضحا حساسية موقعه بين منازل يقطنها المستوطنون من جهة وقربه من حارة الأرمن من جهة أخرى.

عاد المسجد رغم أنف الاحتلال، حيث هدد مجموعة من المستوطنين بمنع إعادة افتتاح المسجد خلال مظاهرة احتجاجية أمامه وسط ترديدهم لعبارات عنصرية قبل عدة أسابيع مطالبين بإغلاقه، بالإضافة إلى اعتداءات متكررة نفّذوها خلال عملية الترميم.

من جهته، المشرف على خدمة المسجد وإقامة الصلاة فيه، عزيز الشلودي: "عندما بدأنا بعملية الترميم شهدنا اعتداءات المستوطنين وقيامهم بالاتصال ببلدية وشرطة الاحتلال الذين بدورهم بدأوا بمداهمة المكان وتحرير مخالفات متعلقة بالترميم بحجج واهية بالإضافة لاعتقال العمال عدة مرات والإفراج عنهم لاحقًا بهدف عرقلة أعمال الترميم".

لا تقف ممارسات الاحتلال إلى هذا الحد، فقد تعرض المسجد سابقًا للاعتداءات وتحطيم الأقفال والسرقة، قبل أن تصادر بلدية الاحتلال الساحة المواجهة له وتستخدمها موقفًا للسيارات. كما منع الاحتلال قبل عدة سنوات إعلاء صوت الأذان فيه وصادر جهاز مكبر الصوت، إضافة إلى إطفاء قسم من الإضاءة بحجة إزعاج المستوطنين وأنه مقام على حي يقطنه اليهود بالإضافة إلى أنها منطقة سياحية.

93
 

وقد أكد شلودي أنه رغم منع رفع الأذان من مئذنة المسجد إلا أنه يرفع إقامة الصلاة من داخله، مضيفًا "وجد هذا المسجد قبل مجيئ اليهود المستوطنين إلى هذا المكان، ولا يحق لأحدٍ المسّ فيه".

ومن الجدير بالذكر أن للمسجد عدة أسماء منها "مسجد المعصرة" لوقوعه بجانب معصرة لزيت الزيتون، ومسجد المصبنة حيث كان يصنّع الصابون من زيت الزيتون، ومسجد المذبحة لقربه من مسلخ؛ وسمي أخيرًا بمسجد الديسي نسبة لعائلة الديسي التي كانت تشرف عليه وتخدمه.