شبكة قدس الإخبارية

تقريرالقرار الأخطر منذ 1967... مدارس الأونروا بالقدس في مهبّ الأسرلة والمصادرة

59
هيئة التحرير

القدس المحتلة – خاص قُدس الإخبارية: لم تظهر أسماء مدرستي القادسية (خليل السكاكيني) وأبناء القدس في قائمة المدارس المتاحة لطلبة البلدة القديمة في القدس المحتلة ليسجلوا فيها للعام الدراسي المقبل، لتكشف بلدية الاحتلال في المدينة عن نيتها إغلاق المدرستين اللتين تعود ملكية إحداها  – مدرسة أبناء القدس- لعائلة القراعين.

ويتخوف أهالي البلدة القديمة بالقدس المحتلة، من نية الاحتلال إغلاق المدرستين الواقعتين في مدخل باب الزاهرة، ما سيتيح للجمعيات الاستيطانية وضع يدها على المبنيين، وخاصة مبنى مدرسة القادسية الذي يمتد على مساحة دونم و200 متر، ويحيط به مجموعة من المباني التي سربت إلى الجمعيات الاستيطانية مؤخراً، وأصبح يتواجد فيها العشرات من المستوطنين.

بسيم القدومي، أحد الشخصيات المسؤولة في البلدة القديمة، أكد لـ"قُدس الإخبارية"، أن مبنى مدرسة القادسية تستأجره بلدية الاحتلال في القدس قبل أن تسلمه لوزارة "المعارف" الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه مبنى قديم عمره يتخطى 120 عاماَ، اُستخدم قديماً كمشفى، كما كان مقراً للخلافة العثمانية، وفي عام 1917 حوله الانتداب البريطاني إلى مخفر"مركز" لشرطته عدة سنوات، قبل أن يتحول إلى مدرسة.

ولفت إلى أنه يقع في محيط المدرسة عدد من المباني الكبيرة من بينها مبنى عائلة ادريس، مبنى عائلة جودة، مبنى بثينة العلمي - التي سُربت مؤخراً للجمعيات الاستيطانية ضمن صفقة كبرى تورط فيها 15 شخصاً من بينهم خالد العطاري وأديب جودة، ما يثير خوف الأهالي أن يكون مبنى المدرسة قد سُرب ضمن هذه الصفقة.

وبين القدومي أنه وحسب المتداول بين أهالي البلدة القديمة فإن عقد تأجير مبنى القادسية لبلدية الاحتلال، مذكور فيه أن الهدف منه تحويله إلى مدرسة، دون تحديد هوية المدرسة، مضيفًا "قد يستغل الاحتلال هذا العقد ويحول المدرسة إلى مدرسة للمستوطنين، وهو ما نتخوف منه كأهالي ونطالب  بالتحرك الفوري للتصدي لما يحصل".

من جانبها، نفت الأوقاف الإسلامية بشكلٍ قاطع عن وجود أي عقد تأجير بينها وبين بلدية الاحتلال، وقال مسؤول العلاقات العامة في الأوقاف الإسلامية بالقدس، فراس الدبس، لـ"قُدس الإخبارية"، إن المبنى يخضع لسيطرة الاحتلال منذ عام 1967، وهو ليس من المباني الوقفية.

ولفت إلى أنه لا يوجد أي عقود تأجير بين الأوقاف الإسلامية وبلدية الاحتلال، "يمنع منعاً باتاً تأجير عقارات الأوقاف الإسلامية لبلدية الاحتلال".

مدرسة القادسية التي تضم 385 طالبة فلسطينية، ستغلق أبوابها العام القادم بأمر من الاحتلال، فيما لا معلومات وتفاصيل أوفى لدى الأهالي ومعلمات المدرسة عما ستؤول إليه الأمور، إلا أن ما توفر من معلومات للأهالي أنه سيتم نقل أبنائهم الطلبة إلى مدارس تابعة لبلدية الاحتلال تقع خارج البلدة القديمة، مؤكداً على أن الهدف الأساسي من ذلك تفريغ البلدة القديمة من الطلبة الفلسطينيين.

وزير القدس السابق زياد أبو زياد –على صفحته في فيسبوك– قال إن قرار إغلاق مدرسة "القادسية" في البلدة القديمة "أخطر إجراء يتم لتهويد القدس منذ عام ١٩٦٧"، وقال إن هذا الاجراء "يشكل سابقة للاستيلاء على مبنييْن آخرين، وإن تم تحويلهما من مدارس إلى جهات استيطانية فعلى المسجد الأقصى السلام".

ولفت أبو زيّاد إلى أن "الخطورة ليست فقط في ضياع مبنى القادسية وإنما أيضا لأن هذه هي سابقة تجر وراءها مبان أخرى ومن ثم الأقصى".

وعن مدرسة أبناء القدس التي تبعد 30 متراً عن مدخل باب الزاهرة، يبين الدعاس أن مبنى المدرسة تعود ملكيته لعائلة القراعين التي تسكن الجزء الخلفي من المدرسة، "لا معلومات واضحة حتى الآن عن مصير هذا المبنى، هل تسترجعه العائلة أم أن الاحتلال وضع يده عليه". فيما لم تتمكن "شبكة قدس الإخبارية" من الوصول إلى عائلة القراعين والحصول على المعلومات المتوفرة لدى العائلة.

كشف الاحتلال عن إغلاقه المدرستين جاء تزامناً مع إغلاقه مؤسسات الأونروا بما فيها المدارس في المدينة المحتلة وذلك تماشياً مع القرارات الأمريكية الساعية لفرض ما باتت تعرف بـ "صفقة القرن" والتي كان من أخطر بنودها الاعتراف الأمريكي بالمدينة المحتلة كعاصمة لكيان الاحتلال.

مدير التربية والتعليم في مدينة القدس المحتلة، سمير جبريل، بين لـ"قدس الإخبارية"، أن قرار الاحتلال إغلاق مدارس الأونروا سيشمل إغلاق سبعة مدارس، ثلاثة منها تقع في مخيم شعفاط، وواحدة في بلدة سلوان، وأخرى في حي وادي الجوز، وأخيرة في قرية صور باهر.

وطالب جبريل أهالي الطلبة للتصدي لقرار الاحتلال وعدم الموافقة إغلاق صفوف أبنائهم ونقلهم إلى مدارس أخرى، وتأكيد على أهمية وجود هذه المدارس تحت علم الأمم المتحدة التي تعترف بمن يرتادها كلاجئين لهم الحق بالعودة لبلادهم التي هجروا منها.

وأكد على أن ما يقوم به الاحتلال من إغلاق للمدارس، سواء مدرسة القادسية وأبناء القدس في البلدة القديمة، أو مدارس الأونروا في المدينة المحتلة، تندرج ضمن مساعيه المستمرة لغسل أدمغة الطلبة الفلسطينيين وضمهم للمدراس بلدية الاحتلال وذلك لفرض المناهج الإسرائيلية عليهم.

ولفت إلى أن كشف الاحتلال عن نيته إغلاق المدرستين في البلدة القديمة، يأتي ضمن محاولاته المستمرة لتفريغ البلدة القديمة من الطلبة والتعليم الفلسطيني، فتم تقليص عدد الطلبة الذين يرتادون هذه المدارس، كما تم زيادة فرض الحواجز في محيط المدارس وعرقلة المسيرة اليومية للطلبة خلال توجههم إلى المدارس أو مغارتهم منها في ساعات الظهيرة.

إلا أن الأونروا نفت  تلقّيها قراراً رسمياً وخطّياً من قبل سلطات الاحتلال حول إغلاق مدارسها في القدس المحتلة. ونقلت وكالة "قدس برس" عن الناطق الرسمي باسم الأونروا، سامي مشعشع، قوله إنه لم يتم إبلاغهم بشكل رسمي حول موضوع إغلاق مدارس الأونروا في القدس.

وأضاف مشعشع، أنه تم سماع هذا الخبر من الوكالات الإخبارية ووسائل الإعلام العبرية، مشيرًا إلى أن المداولات والنقاشات حول هذا الأمر مستمرة منذ العام الماضي، لافتاَ إلى أن الأونروا تقدّم خدماتها في شرقي مدينة القدس منذ 1950، ضمن الولاية الممنوحة لها من الجمعية العمومية للأمم المتحدة.