شبكة قدس الإخبارية

توقعات 2019.. لا مصالحة والمقاومة تتصاعد

توقعات
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: مر عام 2018 ثقيلاً على الفلسطينيين بالكثير من الأحداث السياسية والمتغيرات التي لم يكونوا يتمنوها فلا المصالحة الداخلية تحققت ولا التنسيق الأمني توقف ولم تشهد القضية الفلسطينية تقدماً حقيقاً.

ويبدو عام 2019 بالنسبة للفلسطينيين سيسير على ذات مسار العام المنصرم مع زيادة في التدهور على صعيد العلاقات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية لا سيما  فتح وحماس.

وترصد "شبكة قدس" عبر مجموعة من الأكاديميين والمختصين في الشأن السياسي أبرز التوقعات لعام 2019 على الجانب السياسي خصوصاً في الضفة وغزة.

على خطى 2018..

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس عبد الستار قاسم ذكر لـ "شبكة قدس" أن عام 2019 سيسير على ذات خطى 2018 وستبقى مكانة القضية الفلسطينية تعيش حالة من التدهور نتيجة القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس.

وقال قاسم إن العام الجديد سيشهد استمرار الواقع على ما هو عليه ومن المستبعد حدوث وحدة وطنية بين فتح وحماس خصوصاً وأن الواقع لا يعكس ذلك، وستعزز المناكفات السياسية بين الجانبين، مضيفاً: "سيناريو الانتخابات في الضفة دون غزة وارد وإن كان أبو مازن لن يقبل بذلك".

وتابع أستاذ العلوم السياسية قائلاً: "على صعيد العمل المقاوم في الضفة سيبقى حاضراً بشكله الفردي خصوصاً وأن الواقع لا يدعم العمل المنظم وفي ظل غياب الدعم الفصائلي الحقيقي فإن البيئة لا تسمح بممارسته ويمكن القول أن البيئة حتى اللحظة في الضفة غير صالحة للعمل المقاوم الموسع".

وفي غزة، توقع قاسم أن تكسب المقاومة مزيداً من القوة على الصعيد الدعم المالي والعسكري والتقني والعلمي بسبب المحور الداعم لها وعودة العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق، مستبعداً أن يشهد العام 2019 مواجهة جديدة مع غزة كون الاحتلال يحتاج إلى ترتيب أوضاعه السياسية والعسكرية بعد الكثير من الاحباطات التي أصابت الجيش، إلى جانب الخشية من سيناريو عمل الجبهة الشمالية والجنوبية مع بعضها البعض.

وفي ملف الجنود الأسرى، رجح أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح أن يشهد العام صفقة أسرى في ظل وجود مداولات تجري خلف الكواليس مع بعض الوسطاء.

تراجع للاحتلال والحلفاء

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن العام 2019 سيشهد المزيد من التراجع للاحتلال والحلفاء العرب في ظل ما تعيشه الإدارة الأمريكية من حالة ضعف.

ولفت عرابي لـ "شبكة قدس" إن هناك حالة من الانفتاح على حركة حماس من قبل النظام المصري في ظل فشل اسقاط حكمها بغزة رغم حالة الحصار المفروضة وتعزز في حالة الفشل لمشروع التسوية الذي ينعكس على الضفة المحتلة وتفرد في القرار الفلسطيني نتج عن حل المجلس التشريعي.

وواصل الكاتب والمحلل السياسي قائلاً: "حل المجلس التشريعي قد تكون له تداعيات كثيرة وقد يكون هناك احلال لمنظمات التحرير بدل السلطات التابعة للسلطة واستدعاء منظمة التحرير لما لها من مكانة تاريخية وهو ما سيقزم المنظمة وسيجعلها من مؤسسات أوسلو".

وبشأن واقع المقاومة بالضفة المحتلة، عقب قائلاً: "أعتقد ان المقاومة ستحافظ على وتيرة متقطعة كما في العام السابق التي كانت عليها سواء الطابع الفردي أو حتى العمليات التي تبنتها حركة حماس، لا سيما وأننا نعيش أجواء كما الذي كانت قبل الانتفاضة الثانية"، مستبعداً في الوقت ذاته أن يشهد عام 2019 مواجهة في غزة كون الإسرائيليين وحركة حماس والمصريين يرفضون ذلك فيما العالم يسعى لحلحلة الواقع بغزة.

وفي ملف الأسرى، استبعد عرابي أن تشهد الفترة المقبلة صفقة تبادل بين المقاومة والاحتلال خصوصاً وأن الأخير غير معني بمنح المقاومة مزيداً من المكاسب.

وفي الملف الداخلي المتعلق بالمصالحة، رأى الكاتب والمحلل السياسي أن الواقع يسير باتجاه تثبيت الانقسام كوم قيادة السلطة تحاول نزع الشرعية عن حركة حماس من آخر انتخابات تشريعية جرت، وتبقى فرصة عقد انتخابات بالضفة دون غزة قائمة، أو الذهاب نحو مجلس تأسيسي أو تكليف المجلس المركزي بصلاحيات المجلس التشريعي.

                                                                               تجمد المصالحة 

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان إنه من الصعب أن يكون هناك أي تقدم في المصالحة الفلسطينية، في حين احتمال عقد الإنتخابات التشريعية يزداد مع عدة احتمالات فرعية غالبا عقدها في الضفة الغربية دون قطاع غزة ولكن يبقى إحتمال موافقة حماس وخوضها الإنتخابات قائم.

واستبعد البسوس في حديثه لـ "شبكة قدس" أن يشهد ملف التسوية أي جديد خلال العام الجديد، في الوقت الذي رجح احتمالية التصعيد العسكري مع "إسرائيل" إذا لم يوجد حلول إنسانية لقطاع غزة إلى جانب بقاء وضع غزة كما هو في العلاقة مع مصر عبر علاقة أمنية وتسهيلات محدودة.

وعلى صعيد العلاقات الداخلية استبعد أن يشهد العام 2019 مصالحة بين الرئيس محمود عباس والقيادي المفصول من الحركة وعضو المجلس التشريعي محمد دحلان، في الوقت الذي تحدث فيه عن احتمالية زيادة في شعبية دحلان داخل صفوف حركة فتح خاصة في غزة، مضيفاً: "عباس لن يسمح لأي شخص أن يحل محله طالما على قيد الحياة".

وفي ملف الانتخابات الإسرائيلية، تحدث أستاذ العلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس: "الاحتمال الغالب عودة نتنياهو للحكم بتشكيلة ائتلافية جديدة مع أن هناك تشكيلات حزبية جديدة إلا أن الحظ الأوفر لحزب الليكود بزعامة نتنياهو".

وعن انعكاسات الانتخابات الإسرائيلية على المشهد الفلسطيني ذكر أن أي تشكيلة حكومية جديدة في إسرائيل ستكون أكثر يمينية وأكثر تعنت ومن المستبعد حصول إختراق سياسي مع السلطة الفلسطينية واحتمال التصعيد يزداد مع قطاع غزة.