شبكة قدس الإخبارية

ضربات موجعة وتسلل إلى مواقع استراتيجية.. حصاد المقاومة في 2018

ضربات
شذى حمّاد

فلسطين المحتلة – خاص قدس الإخبارية: التاسع من كانون أول، دوى الرصاص قرب بؤرة "جفات جلعاد" الاستيطانية معلناً استئناف عمليات المقاومة في عام 2018، لتتوالى بعدها أعمال المقاومة في الضفة المحتلة والتي ستتجاوز 90 عملية إطلاق نار ودهس وطعن قتلت 16 جندياً إسرائيلياً ومستوطناً، وأصابت 199 آخرين.

إحصائية مركز القدس لدراسات الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، بينت أن المقاومة في الضفة المحتلة  نفذت حتى شهر تشرين أول 2018: (40) عملية إطلاق نار، و(33) عملية طعن، و(15) عملية دهس، و(53) عملية إلقاء وزرع عبوات ناسفة، و(262) عملية إلقاء زجاجات حارقة.

وبرز في عام 2018 تنفيذ المقاومون عملياتهم في مواقع استراتيجية خلّفت ضربات قاسية للاحتلال، فمنها ما نُفذ في قلب المستوطنات وعلى طول الشوارع الاستيطانية، وأخرى نُفّذت في المواقع والنقاط العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، وثالثة نُفّذ قرب الحواجز العسكرية سواء الرئيسية أو الطيارة، فيما كانت أخرى خلال اقتحامات جنود الاحتلال القرى والمدن المحتلة.

ورغم تمكن المقاومون من التسلل إلى مواقع يدعي الاحتلال أنها تخضع لتعزيزات من الحراسة المشددة من  جنود الاحتلال وكاميرات المراقبة، إلا أنهم تمكنوا من الانسحاب بسلام، واستمرت عمليات مطاردتهم لأكثر من شهر، تخللها دفع الاحتلال قواته الخاصة ومزيد من الكتيبات العسكرية ونشر الحواجز وإغلاق للطرق الاستيطانية ومحاصرة للقرى والبلدات الفلسطينية.

وفي مدينة نابلس كانت البداية، وتحديداً قرب مستوطنة "جفات جلعاد"، زرع مقاوم رصاصاته في رأس حاخام إسرائيلي مفتتحاً عام 2018، قبل أن ينسحب بسلام من المكان، ليعلن الاحتلال فيما بدء ملاحقته المنفذ، الذي سيفشل في الوصول إليه لأكثر من شهر.

بعد عشرة أيام من عملية "جفات جلعاد"، دفع الاحتلال بقوة خاصة إلى منطقة برقين في مدينة جنين سعت للوصول إلى منفذ العملية أحمد نصر جرار، إلا أن ابن عمه أحمد إسماعيل جرار أوقعهم في كمينه، ليدور في المكان اشتباك مسلح من مسافة الصفر، قاده جرار حتى الطلقة الأخيرة من مسدسه قبل أن يرتقي شهيداً، فيما لم يعلن الاحتلال عن خسائره في العملية التي لم تنجح في الوصول إلى منفذ العملية الأولى، وقد انسحب من المكان بعد تدمير كبير طال منزلي المقاومين.  

وبينما يواصل الاحتلال ملاحقة المقاوم أحمد جرار، قُتل حاخام آخر على مفرق مستوطنة "ارائيل" المقامة على أراضي جنوب نابلس، ثم انسحب المنفذ بسلام، ليبدأ الاحتلال بمطاردة مقاوم آخر، عرف فيما بعد أنه عبد الكريم عاصي من مدينة سلفيت.  

وفي السادس من شباط، حاصرت قوات الاحتلال داخل منزل قديم في قرية اليامون المقاوم أحمد جرار، حيث اغتالته وما زالت تحتجز جثمانه حتى الآن، فيما واصلت مطاردة عاصي حتى 18 آذار حتى حاصرته داخل مدينة نابلس، واعتقلته بعد أن أصابته بجراح.

من نابلس إلى مدينة جنين، تطاير أربعة من جنود الاحتلال على ارتفاع أمتار وتناثرت أسلحتهم قرب حاجز دوتان المقام جنوب جنين في 16 آذار، ليلعن الاحتلال عن تنفيذ المقاوم علاء قبها من بلدة برطعة عملية فدائية قتل خلالها اثنين من جنود الاحتلال وأصاب اثنين آخرين، قبل أن يصاب بجروح متوسطة ويتم اعتقاله.

إلى مدينة القدس انتقلت عمليات المقاومة، ليعلن الاحتلال في 18 آذار مقتل أحد المستوطنين في طريق الواد ببلدة القدس القديمة، بعد أن نفذ عبد الرحمن بني فضل الذي وصل القدس قادماً من قريته عقربا قضاء نابلس عملية طعن فدائية، استشهد إثرها وما زال الاحتلال يحتجز جثمانه.

بين المد والجزر، تواصلت عمليات المقاومة لتصل أوجها في 26 تموز، إذ تمكن ورث محمد طارق يوسف تكتيك الأسير عمر العبد ابن قريته كوبر شمال رام الله، فتسلل إلى قلب مستوطنة آدم المقامة على أراضي القدس، ليُنفذ عملية طعن قتل خلالها مستوطن وأصاب اثنين آخرين، قبل أن يرتقي شهيداً.

وفي 16 أيلول، أعلن الاحتلال مقتل أحد المستوطنين خلال عملية طعن فدائية أخرى نفذها الأسير خليل جبارين من بلدة يطا بعد تمكنه من الوصول إلى مفرق مستوطنة غوش عتصيون.

عمليات إطلاق نار وإلقاء العبوات المتفجرة والحارقة استمرت مستهدفة مواقع ونقاط عسكرية، كان أبرزها في السابع من تشرين أول، إذ تمكن المقاوم أشرف نعالوة من التسلل إلى قلب مستوطنة بركان حيث نفذ عملية إطلاق نار قتل خلالها اثنين من المستوطنين قبل أن يتمكن من الانسحاب بسلام من المكان، والاختفاء لمدة شهرين لم يتمكن خلالها الاحتلال من الوصول إليه، وقد اعترف أنه أشرف لم يرتكب أي خطأ يقود إليه.

كما افتتحت المقاومة عام 2018 أرادت أن تختمه بمواصلة توجيه الضربات إلى الاحتلال، ففي التاسع من كانون أول، تمكن مقاومون من إصابة 11 مستوطناً خلال عملية إطلاق نار مباشرة في شارع 60 الاستيطاني، قبل أن ينسحبوا بسلام من المكان، ويبدأ الاحتلال بشن عملية عسكرية هي الأكبر منذ انتفاضة الأقصى، تخللها فرض طوقاً عسكرياً مشدداً على مدينة رام الله بهدف الوصول إلى منفذي العملية.

يعلن الاحتلال في اليوم 12 وصوله إلى منفذ العملية صالح البرغوثي من قرية كوبر واغتياله، فيما اعتقل رفيقه.

وفي اليوم التالي جاء الرد سريعاً من المقاومة، بتنفيذ عملية إطلاق نار من مسافة الصفر استهدفت مجموعة لجنود الاحتلال في شارع 30 الاستيطاني، أدت إلى مقتل ثلاثة من جنود الاحتلال، فيما ما يزال الاحتلال محاولة مطاردة منفذ العملية الذي انسحب بسلام من المكان بعد أن حصل على سلاح أحد جنود الاحتلال.

وفي 14 كانون أول، تسلل مقاوم إلى مستوطنة بيت أيل المقامة على أراضي مدينة البيرة، حيث طعن أحد جنود الاحتلال وضربه بحجر على رأسه حتى أصابه بجروح خطيرة، قبل أن يتمكن من الانسحاب بسلام من المكان، فيما اعتقلته قوات الاحتلال بعد عدة أيام من ملاحقته.

وقد تبعها في 20 كانون أول، تنفيذ عملية إطلاق نار أخرى استهدفت محطة حافلات المستوطنين قرب مستوطنة عوفرا، وقد تمكن إثرها المقاومون الانسحاب بسلام من المكان بعد الاشتباك مع قوات الاحتلال التي لم تعلن حتى الآن عن تمكنها من الوصول إليهم.

رغم ادعاء الاحتلال انخفاض عدد عمليات المقاومة في عام 2018، إلا أن ما نفذه المقاومون من عمليات اعتبرت مهمة واستراتيجية وجهت ضربات موجهة للاحتلال، ليس فقط بعدد القتلى، وإنما بقدرة المقاوم الفلسطينية التسلل إلى المواقع الاستراتيجية والمستوطنات ثم انسحابه من المكان، وقد تمكن في عدة عمليات من مصادرة أسلحة جنود الاحتلال.

كما أثبت المقاومة عام 2018 قدرتها على كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال عليها في الضفة المحتلة من خلال إجراءاته الفعلية، أو ما يحاول فرضه من خلال التنسيق الأمني والأجهزة الأمنية الفلسطينية في ملاحقة المقاومين ومحاصرتهم وإفشال عملياتهم.

ورغم ما اتخذه الاحتلال من إجراءات الردع بحق الفلسطينيين بعد كل عملية مقاومة، تمثلت بفرض الحصار والاغلاقات وهدم منازل منفذي العمليات واعتقال أفراد عائلاتهم، واحتجاز جثامين الشهداء، إلا أن المقاومة تصاعدت وردت بشكل مباشر على كل إجراء حاول الاحتلال فرضه.