شبكة قدس الإخبارية

أبو عطايا: سيرة الألوية التي لم تروَ

كمال الجعبري

"في هذه الأيام المباركة كم نحن بحاجةٍ لقائدٍ مثل الشهيد جمال أبو سمهدانة، صاحب العقلية العسكرية الفذّة، أرطبون فلسطين". (الشهيد باسل الأعرج)  [1] 

في ذاك البيت البسيط في مدينة رفح، جنوب غزة، وُلدت الحكاية. بيتُ الحاج عطايا أبو سمهدانة (أبو محمد)، بيتٌ كغيره من بيوت القطاع الذي لم تتوقف فصول المقاومة فيه، كما لم يمرّ يومٌ في تاريخه دون فعلٍ نضاليٍّ منذ احتلاله. ففي عام 1967؛ بدأت أولى طلائع المقاومة الشعبية بالتشكّل بعد أشهرٍ قليلةٍ من احتلال غزة، وانطلقت قوات التحرير الشعبية التابعة لحركة فتح وطلائع المقاومة الشعبية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

بدأت حكاية الحاج عطايا مع مقاومة المحتل، فأضحى خلية عملٍ دؤوبةٍ في تمويل الخلايا العسكرية الفدائية العاملة مع حركة فتح، تحت إمرة الشهيد أبو يوسف النجار، المسؤول الأول آنذاك عن العمليات الفدائية في الداخل المحتل في حركة فتح، ضمن القطاع الغربي لقوات العاصفة. ودفع الحاج عطايا أثماناً على سبقه النضاليّ، فأمضى خمس سنواتٍ من حياته في الأسر، بعدما نسف الاحتلال بيته في رفح في عام 1970.

القائد جمال أبو سمهدانة في سطور:

كان البيت هو المحطة الأولى التي رضع فيها جمال أبو سمهدانة لبان المقاومة والعمل النضاليّ ضدّ العدو الصهيوني، وتشكّلت شخصيته العسكريّة النضاليّة فيه؛ فكان أخوه الشهيد صقر أبو سمهدانة أحد فدائيّي القطاع الغربي لقوات العاصفة التابعة لحركة فتح، والتحق لاحقاً بقوات الثورة الفلسطينية في بيروت، واستُشهد خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 دفاعاً عن الثورة الفلسطينية ومخيّمات الصمود في لبنان. كما عمل أخوه الشهيد طارق أبو سمهدانة ضمن كوادر العمل العسكريّ لحركة فتح خلال الانتفاضة الأولى، واستُشهد خلالها في العام 1992.

في عام 1981، وفي مرحلةٍ عمريةٍ مبكّرةٍ، بدأ جمال طريقه النضاليّ الخاص، باحثاً عن أجوبته وأجوبة الخلاص والانعتاق لشعبه، في سنّ السابعة عشر. فبينما توجهت أنظار المقاومة الفلسطينية للعمل العسكريّ الخارجيّ في لبنان، بدأ جمال العمل ضمن الأطر الطلابيّة والشعبيّة لحركة فتح في رفح، فنظّم المظاهرات والمواجهات اليوميّة مع قوات الاحتلال الصهيوني، وتعرّض على إثرها لتجربة اعتقالٍ مبكّرةٍ استمرت لمدّة أربعة شهورٍ في سجون الاحتلال الصهيوني عام 1982. لم يتوقّف مشوار بطلنا النضاليِّ عند تحرّره من الأسر، بل بادر إلى العمل الفعليِّ العسكريِّ العفويِّ، فأقدم على حرق سيارة مدير بنك "هبوعليم" الصهيوني في عام 1982، وكان هذا البنك أوّل مؤسسةٍ صهيونيّة مدنيّةٍ رفعت العلم الصهيوني في رفح،  لتطارده سلطات الاحتلال الصهيونيُّ بعدها.

تمكّن جمال من مغادرة قطاع غزة إلى مصر مُتّجهاً للدراسة الجامعيّة في تونس، إلّا أنّه رُفض أمنيّاً من السلطات التونسية، واعتُقل قبلها لدى المخابرات المصرية لعدّة أشهر. حاول جمال بعدها الالتحاق بالثورة في لبنان، إلا أنّ الظروف الأمنيّة، وتشديد أجهزة مخابرات الدول العربيّة المجاورة، حالت دون ذلك، فالتحق بجهاز الأمن الموحّد التابع لقوات الثورة الفلسطينية بقيادة صلاح خلف (أبو إياد) في عام 1985، ثمّ عمل ضمن المرافقة الشخصية للقائد خليل الوزير. وفي تلك الفترة، توجّه شهيدنا للمغرب لدراسة العلوم السياسية والاقتصاد، إلا أنّها لم تلتقِ وطموحه فسرعان ما ترك مقاعد الدراسة في المغرب ملتحقاً بالكليّة العسكريّة في ألمانيا الشرقية، بتدخلٍ شخصيٍّ من خليل الوزير الذي كانت تربطه علاقةٌ شخصيّةٌ قويةٌ بجمال.

اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987، أثناء تواجد الشهيد جمال أبو سمهدانة في الجزائر ضمن قوات الثورة الفلسطينية، بينما سخّرت عائلة "أبو سمهدانة" بيتها وعلاقاتها في غزة، خاصّةً مع خليل الوزير (أبو جهاد)، في دعم وتمويل المجموعات النضالية العاملة في رفح وخانيونس. وفي تلك الفترة، اتّجه بطلنا أبو عطايا إلى بغداد وعمل مدرّباً لقوات القادسيّة -فرع جيش التحرير الفلسطيني- في العراق، بينما استقرّ في الجزائر، وبقيَ فيها حتى عاد لفلسطين لاحقاً.

تخرّج أبو عطايا من الكليّة العسكريّة بشهادةٍ جامعيةٍ مهندساً للدبابات، وعمل بعدها ملازماً ضمن قوات الثورة الفلسطينية في الخارج في عام 1989، متحلياً بالمميزّات العسكريّة والجنديّة اللازمة بما يكفي لإنضاج أيّ تجربةٍ نضاليةٍ فلسطينيةٍ رائدةٍ.

شكّل عام 1993 نقطةً فارقةً في حياة جمال أبو سمهدانة؛ حيث التقى بالدكتور الشهيد فتحي الشقاقي في الجزائر، وتأثّر به وبفكره كثيراً، وبدأ في تلك الفترة انتقاله "السلس"، كما أسماه الأستاذ منير شفيق، من الانتماء الطبيعي لحركة التحرير الوطني "فتح" إلى تبنّي أيدولوجيةٍ ثوريةٍ شعبيةٍ تتخذ من الإسلام مكوّناً أساسياً لها. ويمكن القول إنّ الفترة التي سبقت عودة القائد أبو عطايا لفلسطين ولّدت بذور فكرة تشكيل لجان المقاومة الشعبية في فلسطين وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين.

وفي ذات الوقت، انتمى عددٌ من رفاق الشهيد جمال أبو سمهدانة، كمحمد الجمل وخالد عواجة ومحمود عبد العال، لحركة الجهاد الإسلامي ثمّ التحقا بالجناح العسكري "سرايا القدس"، وباتا من الخبرات العسكرية السابقة لحركة فتح التي أسّست للقوة العسكرية للسرايا في قطاع غزة، أمّا أبو سمهدانة فقد كان حريصاً على إبقاء خيوط الودّ والتنسيق على مسافةٍ متساويةٍ من كافة فصائل المقاومة الفلسطينية.

وفي عام 1995، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو (2) وتشكيل سلطة الحكم الذاتيِّ الفلسطينيِّ، عادت معظم كوادر وعناصر قوات المقاومة الفلسطينية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة لتشكيل القوى الأمنية الفلسطينية ضمن إطار تفاهمات تلك الاتفاقية. رفضت المخابرات الصهيونية بدايةً عودة عددٍ من تلك الكوادر لنشاطهم السابق في العمل النضالي، كجمال أبو سمهدانة وجهاد العمّارين وميسرة أبو حمدية و يوسف ريحان (أبو جندل). إلا أنهم، وبتدخلٍ شخصيّ من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، تمكّنوا من الدخول في عام 1995 وما بعدها. عمل شهيدنا ضمن قوات الأمن الوطنيِّ والأمن الوقائيِّ في رفح، كباقي القيادات التي عملت في البداية في أجهزة السلطة، سرعان ما  كان الفضل لهؤلاء القادة في إذكاء جذوة الانتفاضة فيما بعد، واستشهد كلٌ منهم في ساحته.

العودة لفلسطين والعودة للجهاد

استكمل الشهيد جمال أبو سمهدانة مشواره في العام الأول لوصوله لفلسطين في العام 1995، حيث عمل شهيدنا بشكلٍ سرّيٍّ مع المجموعات الأولى للقوى الإسلامية المجاهدة "قسم"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والذي بات يُعرف لاحقاً بسرايا القدس، مع رفيق دربه الشهيد محمد الشيخ خليل، وهو قائدٌ عسكريٌّ بارزٌ في حركة الجهاد الإسلامي، وذلك أثناء عمله كضابطٍ في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

بدأت أولى ملاحقات أجهزة السلطة لجمال في عام 1995، وذلك بعد عملية "بيت ليد" الاستشهادية. سلّم السائق الذي أوصل منفّذيْ العملية، صلاح شاكر وأنور سكّر، نفسه للسلطات الصهيونية واعترف لدى الشاباك الصهيوني بأنّ جمال أبو سمهدانة والشهيد محمد عطوة عبد العال، وهو أحد قيادات الصفّ الأول في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، هما من دفعا له المال لإيصال الإستشهاديّيْن لهدفهما  "مفرق بيت ليد". اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية جمال في نهاية عام 1995، وخرج من المعتقل بعد 9 أشهرٍ تقريباً مفصولاً من عمله ضمن الأجهزة الأمنية للسلطة، إلا أنّه حافظ على علاقةٍ طيبةٍ بياسر عرفات.

وفي عام 1996، فاز جمال أبو سمهدانة بأمانة سرّ حركة فتح في إقليم رفح؛ حيث تمتّع بشعبيةٍ عاليةٍ جداً في الأوسط الشعبية في حركة فتح، وكان محبوباً في مدينة رفح، ويعرفه الناس في غزة، كما كان لعائلة أبو سمهدانة وزناً وقوةً مُجتمعيةً، لا سيّما جنوب غزة.

لم يمنع ذلك المنصب القائد جمال من مواصلة مسيرته النضالية، وسعى، مع مجموعةٍ من قيادات وكوادر حركة فتح، إلى تشكيل تيارٍ إصلاحيٍّ جديدٍ داخل حركة فتح والسلطة الفلسطينية، إلّا أن جهودهم باءت بالفشل؛ تدخّل محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، والمقرّبين منه كرشيد أبو شباك وسمير المشهراوي، وتمكّنوا من عزل أبو عطايا من أمانة سرّ حركة فتح في رفح. وبدأت هنا قناعة شهيدنا تترسّخ بضرورة إيجاد بديلٍ نضاليٍّ فاعلٍ على الأرض يكون له دورٌ رئيسٌ في المواجهة الحقيقية التي باتت قادمةً لا محالةٍ.   

واصل أبو عطايا دعم المجموعات الفدائية المختلفة من سرايا القدس وكتائب القسام؛ فكان بيت جمال أبو سمهدانة ملاذاً آمناً لعددٍ من المطاردين كمحمد السنوار، وإبراهيم المقادمة، ويحيى عيّاش الذي مكث أسبوعين في بيت القائد أبو عطايا. كما قاد أبو سمهدانة الهجوم على سجن رفح لتحرير القائدين القسامييّن رائد العطار ومحمد أبو شمالة، في بدايات انتفاضة الأقصى في العام 2000، حيث كانا معتقلين بتهمة قتل النقيب في الأمن الوقائي، رفعت جودة، المكلّف بملاحقة فصائل المقاومة في رفح.

كما شهد عام 1998 بداية توطّد العلاقة بين جمال أبو سمهدانة ورفيقه محمد الشيخ خليل، القائد العسكريُّ السابق في حركة فتح، والذي أمضى خمس سنواتٍ في المعتقلات المصرية، والتحق بعده بالقوة الإسلامية المجاهدة "قسم"، وأضحى القائد العسكريَّ الأوّل لها حتى ارتقائه شهيداً في 25 أيلول 2005.

انتفاضة الأقصى وانطلاق لجان المقاومة الشعبية

في شباط 2000، ومع بداية انسداد الأفق أمام التسوية السياسية في فلسطين، شهدت رفح بواكير تشكيل حالةٍ عسكريةٍ مقاومةٍ في رفح قادها عددٌ من المناضلين، اتّسعت لمختلف الخلفيّات التنظيميّة، وضمّت أسماءَ كجمال أبو سمهدانة، ورائد العطار، ومحمد أبو شمالة، ومحمد الشيخ خليل، ومحمد عبد العال، وخالد منصور، وخالد عواجة، وجمال عبد الرازق. جمع التاريخ النضالي والرغبة في المقاومة هذه الأسماء، وعملوا دون إطارٍ تنظيميّ، ونظّموا أنفسهم ضمن مجموعاتٍ صغيرةٍ مركّزةٍ تملك بضع بنادق كلاشنكوف قديمة. واهتمّت المجموعة بالعمليات النوعية التي توزّعت بين إطلاق النار على سيارات المستوطنين، واستهداف الحواجز، بشكلٍ عفويٍّ، وبتنظيمٍ عسكريٍّ بسيطٍ للغاية وسرّيٍّ تماماً.

وصاحب ذلك تطورّاً في الأداء العسكريِّ للمجموعة، بتأثرٍ مباشرٍ بانتصارات المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان، واندحار العدو الصهيوني عن جبل عامل وثرى الجنوب في أيّار 2000.

وفي أيلول من العام نفسه، اندلعت انتفاضة الأقصى، وهبّت مواجهاتٌ يوميةٌ مع قوات الاحتلال، شارك فيها الآلافُ في غزة على طول السلك الفاصل ونقاط الاشتباك. ومنذ أولى تلك الأيام، بادر الشهداء جمال أبو سمهدانة، وخالد عواجة، ومحمد الشيخ خليل، مع عددٍ من الكوادر المسلحة، كعوض النيرب، وأبو إبراهيم القيسي، باقتحام مبنى بلدية رفح في 28 أيلول 2000، وتمكّنوا من الاستيلاء على عددٍ من الجرافات، وقاموا بفتح نحو 30 ثغرة اشتباكٍ على طول السلك الفاصل بين جنوب قطاع غزة والداخل المحتل.

كما عمل أبو سمهدانة ورفاقه كأبي يوسف القوقا، وعماد حماد، وأبو جمال الشاعر، وأبو إبراهيم القيسي، على تصنيع الأكواع المتفجرة والقنابل اليدوية والعبوات البسيطة، وبدأوا عملاً عفويّاً باستهداف الجيبات الصهيونية. وفي هذه الأثناء، لم يغِب العنصر الشعبيُّ والتنظيميُّ عن حياة جمال أبو سمهدانة، فسخّر بيت أبيه الحاج عطايا مكتباً لاستقطاب العناصر الجدد وتجنيدهم للعمل المنظّم ضمن الانتفاضة، قبل تشكيل لجان المقاومة الشعبية. كما تمّ تطوير تكتيكٍ تقوم فيه مجموعات الأشبال بتنبيه مجسات الاستشعار الأمنية الإلكترونية على طول السلك الفاصل لاستدراج الجيبات الصهيونية، بينما تتأهّب الألوية لمباغتتها، لتشتبك بنيران بنادق الكلاشنكوف والبنادق القديمة.

ومع دخول الانتفاضة الفلسطينية مرحلةً جديدةً من المواجهة، وبدء تشكّل الأنوية العسكرية للفصائل الفلسطينية، توجّه عددٌ من رفاق أبو عطايا ممن كان لهم انتماءٌ تنظيميٌّ نحو تأسيس عملٍ عسكريٍّ خاصٍ بتنظيماتهم. فتوجّه أبو شمالة والعطّار لكتائب الشهيد عزّ الدين القسام، وتوجّه عبد العال والشيخ خليل وخالد عواجة وخالد منصور لسرايا القدس، بينما توجّه جمال عبد الرازق لتشكيل العمل العسكريِّ المسلّح ضمن إطار حركة فتح، وما عُرف لاحقاً بكتائب شهداء الأقصى، فيما بقي جمال أبو سمهدانة ورفاقه عبد الكريم القوقا وإسماعيل أبو القمصان، وهما من العاملين سابقاً في أجهزة أمن السلطة، بالإضافة إلى عامر قرموط، أحد كوادر الجبهة الشعبية السابقة، بالإضافة إلى زهير القيسي وعماد حمّاد. عُيّن عبد الكريم القوقا قائداً عسكرياً عاماً لألوية الناصر صلاح الدين، فيما استلم القائد أبو عطايا الأمانة العامة للجان المقاومة الشعبية.

شكّلت هذه الخبرات، والتي التقت وعملت معاً خلال الأسر والمعتقل وبعدهما، حالةً نضاليّةً متقدمةً بأهدافٍ ورؤيةٍ جديدةٍ أولت الأهمية للفعل على الأرض والمقاومة المسلّحة، معتمدةً على العمل الشعبيِّ المشتبك مع مجتمعه وحاضنته. تميّزت هذ الحالة بتجاوزها للحدود التنظيميّة والفصائليّة، فطيلة سنوات الانتفاضة، عمل كلٌّ من جمال أبو سمهدانة، وأبو العبد القوقا، وعماد حمّاد، مع محمد الشيخ خليل، ورائد العطار، ومحمد أبو شمالة، معاً، وكانت عمليات الرصد والتخطيط تتمّ بشكلٍ جماعيٍّ في العديد من الحالات.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى، انطلقت لجان المقاومة الشعبية لتحرير فلسطين، وباشرت المجاميع المشكِّلة للّجان بوضع الخطط العسكرية، والتي أفضت إلى تشكيل ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للّجان الشعبية، في تشرين الثاني، والتي ستغدو خلال أشهرٍ قليلةٍ رقماً صعباً في مقاومة الاحتلال الصهيوني والعمليات النوعية ضدّه. كما صاحب ذلك تطويرٌ في منظومة الأسلحة، وكان لجمال أبو سمهدانة بصمةً واضحةً في هذا الشأن، فوظّف خبراته العسكرية في سلاح الدروع، وكان أول من أدخل سلاح القاذف المُضادّ للدروع (RPJ7) لقطاع غزة.

تسليح ألوية الناصر صلاح الدين

تلقّت الألوية، وجسمها السياسي لجان المقاومة الشعبية في بداية تشكيلها، دعماً محدوداً من ياسر عرفات الذي كان يسعى لتشكيل حالةٍ نضاليةٍ موحّدةٍ يستخدمها كوسيلةٍ للضغط السياسيِّ. فمع تصاعد العمل العسكري للمقاومة والعمليات النوعية لألوية الناصر صلاح الدين، بادرت سلطة أوسلو لقطع كافة سبل الدعم الماديِّ لألوية الناصر صلاح الدين، وهَمّ القائد جمال أبو سمهدانة بدوره للتواصل مع قيادة حزب الله في لبنان، والذي وافق على الدعم العسكريِّ لألوية الناصر صلاح الدين، فكان القائد أبو عطايا أول من أدخل العبوات الموجّهة والصواريخ المضادّة للدروع إلى قطاع غزة.

وبحلول عام 2002، بات جهاز التصنيع العسكري لألوية الناصر صلاح الدين رقماً صعباً في التصنيع العسكريّ للمقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزة.

تطوّرات الانتفاضة وأبرز الإنجازات العسكريّة

في 15 آب 2001، وفي تمام الساعة الخامسة عصراً، اهتزّت أرجاء مستوطنة "كفار داروم" على وقع سقوط عشرات قذائف الهاون، وصواريخ الناصر محلية الصنع، لتسجّل الألوية أول عملية قصفٍ بقذائفَ محليّةٍ، ساهم في تطويرها كل من الشهداء جمال أبو سمهدانة، وعبد الكريم القوقا، وإياد أبو العنين، وإياد البرّ.  

واصلت الألوية تحقيق الانتصارات النوعيّة خلال الانتفاضة؛ ففي 2 شباط 2002 نفّذ الشهيد بهاء الدين، عمليةً عسكريّةً في مستوطنة "كفار داروم"، على الطريق الواصل بين دير البلح ورفح، إذ بدأ الهجوم بتفجير عبوةٍ ناسفةٍ داخل الخطوط الأمامية للمستوطنة، ومع تعالي صرخات العويل من الدشم العسكرية المُكلّفة بحراسة المستوطنة، بدأت عملية الاقتحام التي قادها، وكان مع فدائيّيها لحظةً بلحظةٍ، القائد جمال أبو سمهدانة. انتهت هذه العملية بسقوط أربعة قتلى صهاينة، وشهيدٍ فلسطينيٍّ.

في 14 شباط 2002، طوّر الشهيدان جمال أبو سمهدانة ومصطفى صباح عبوةً ناسفةً نوعيّةً، تزن نحو 80 كيلو غراماً، استُخدمت في تفجير أول دبابة "ميركفاه 3" في العالم، بعد أن زُرعت العبوة في طريق الدبابة بالقرب من مستوطنة المنطار "نتساريم"، جنوب قطاع غزة. استطاع مهندس الدبابات في الثورة الفلسطينية التي لم تمتلك دبابة، وبعلمه في هندسة الدبابات، أن يوظف هذه المعرفة في إعطاب "مفخرة الصناعة العسكرية" الصهيونية.

وعندما دمّرت ألوية الناصر صلاح الدين أول دبابة "ميركفاه" في الانتفاضة، بعث ياسر عرفات برقيةً للقائد جمال أبو سمهدانة، جاء فيها: "تحيةً للفتحاويّ المُنشَق جمال أبو سمهدانة"!

في الفترة اللاحقة للعام 2003، وبعد تصاعد عمليات ألوية الناصر صلاح الدين، وتلقّيها دعماً سنوياً من حركة حماس، قدّمت الأخيرة عرضاً للقائد العسكري للألوية، عبد الكريم القوقا،  يقدّر بــ10,000 دولار سنوياً، كما تلقى عرضاً لانضمامه للحركة، وعرضه على الهيئة العليا للألوية واللجان. رفض القائد جمال أبو سمهدانة العرض ووافق عليه القوقا، وترتّب على ذلك التحاق كافة مجاميع الألوية في شمال قطاع غزة بحركة المقاومة الإسلامية حماس، بينما بقيت المجاميع الجنوبية في رفح وخانيونس ودير البلح  ضمن ألوية الناصر صلاح الدين بقيادة جمال أبو سمهدانة.

واصلت الألوية عملها العسكريَّ ضمن الاستراتيجية ذاتها، حيث كانت حريصةً على المحافظة على الطابع الوحدويّ، فنفّذت في 25 تشرين ثاني 2003، وبالتعاون مع كتائب الشهيد عزّ الدين القسام، عملية نسف برج "حردون" العسكري، جنوب رفح، وتعدّ أولى عمليات نسف الأبراج العسكرية خلال انتفاضة الأقصى.   

وخلال سنوات الانتفاضة، واصلت مجاميعُ الألوية قصف المستوطنات الصهيونية بإطلاق صواريخ "ناصر 1"، بمدى 3 كم، و"ناصر 2"، بمدى 6 كم. كان القصف شبه يوميٍّ طال "ناحل عوز"، و"نغيف هسترا زيكيم"، و"كفار عزة".

كما واصلت الألوية تطوير منظومة الصواريخ؛ فطوّر القائدين عماد حمّاد، وخالد شعث، صاروخي "ناصر 2"،  و"سِجّيل"، بمدىً يزيد عن 10 كم، مما شكّل تهديداً حقيقياً لأمن المستوطنات الصهيونية.

وبعد أقلّ من أسبوعين من اغتيال الاحتلال الصهيوني للشيخ أحمد ياسين في 2004، بادر الشهيدان جمال أبو سمهدانة وأبو يوسف القوقا بتنفيذ كمينٍ على طريق رفح، دير البلح، هاجما خلاله قافلةً للمستوطنين، وأسفرت العمليّة عن مقتل مستوطنٍ وجرح أربعةٍ آخرين.

وفي أول تواصلٍ بين المقاومة اللبنانية وفصائل المقاومة في غزة، تعاونت الألوية مع كوادر حزب الله المكلّفة بدعم الانتفاضة، ما كان له دورٌ هامٌ في تطوير قدرة منظومة الصواريخ وتصنيع العبوات، والذي أثمر لاحقاً عن تزويد الألوية بصواريخ "غراد" الروسيّة، والتي مكّنتها من قصف بئر السبع عدّة مراتٍ خلال عامي 2004 و 2005.

رأى الشهيد جمال أبو سمهدانة في تجربة حزب الله نموذجاً مقاوِماً ناجحاً وحالةً معياريةً يمكن تكرارها في فلسطين، وفي قطاع غزة تحديداً. وبعد خمس سنواتٍ ونيِّفٍ، وقف جمال ورفاقه وهم يشهدون تكرار هذا النموذج ونجاحه عند انسحاب العدو الصهيوني من قطاع غزة في أيلول 2005. تلك الأهداف التي كانت مرمىً للصواريخ والعمليات النوعية والاستهداف أصبحت أرضاً محررةً.

تعرّض الشهيد عبد الكريم القوقا لثلاث محاولات اغتيال خلال انتفاضة الأقصى، واستشهد في نهاية آذار في عام 2006، عندما استهدفت قوات الاحتلال مركبته أثناء خروجه لتأدية صلاة الجمعة، بالقرب من مسجد مرج الزهور. بينما نجا الشهيد جمال أبو سمهدانة من عدّة محاولاتٍ لاغتياله، فكانت الأولى حينما قصفت طائرة استطلاعٍ صهيونيةٍ سيارة أجرةٍ كان يستقلّها. ومن المواقف الطريفة آنذاك أنّ أبو عطايا قال لسائق التكسي بعد نجاتهما سائلاً: "ليكون إنت مطلوب لليهود وجاي تقتلنا؟" وحينما انتبه السائق أنّ الراكب هو جمال أبو سمهدانة، صرخ: "ييي أبو عطايا؟"، وترك السيارة وفرّ من المكان.

أبو عطايا وحلم نقل التجربة للضفة الغربية

حرص جمال أبو سمهدانة منذ بداية الانتفاضة على نقل تجربة ألوية الناصر صلاح الدين العسكريّة للضفة الغربية، فبادر بإرسال عدة مجموعاتٍ مختصّةٍ بتصنيع العبوات الموجّهة والصواريخ للضفة الغربية، وتمكنت إحدى تلك المجموعات من الوصول للضفة الغربية، وتواصلت مع قائد كتائب شهداء الأقصى في الخليل، الشهيد مروان زلّوم. اعتقلت قوات الشاباك أفراد المجموعة لاحقاً، ولم يكتفِ الشاباك الصهيونيُّ بذلك، بل نفّذ عدة عملياتٍ واسعةً لإحباط المجموعة النضالية التي كانت تحاول التواصل مع قطاع غزة، لإدراكه خطورة هذا التطور على الأمن الصهيوني في الضفة الغربية.

الوهم المتبدّد

في بداية عام 2006، ومع تراجع الفعل العسكريِّ، بدأ الشهيد جمال أبو سمهدانة بالتخطيط لتنفيذ عمليةٍ نوعيّةٍ ضدّ معسكرات القوات الصهيونية في رفح، شارك رفاق سلاح القائد أبو عطايا في التخطيط لها، أبرزهم الشهيدين رائد العطار ومحمد أبو شمالة.

إلّا أن اغتيال شهيدنا جمال أبو سمهدانة في غارةٍ صهيونيةٍ على موقع تدريبٍ لألوية الناصر صلاح الدين، في 31 آذار 2006، جعل الأمور تأخذ منحىً آخر، فأتت العملية كردٍّ سريعٍ وأوليٍّ على اغتيال الشهيد أبو عطايا. تمّ الاتفاق على تنفيذ عملية الوهم المتبدّد كما تمّ التخطيط لها مع القائد أبو عطايا، ووفاءً على العهد، واختير محمد فروانة وحامد الرنتيسي للقيام بالعملية.

وفي ساعات الفجر من تاريخ 25 حزيران 2006، أي بعد أسبوعين فقط من استشهاد أبو عطايا، اخترق الاستشهاديان الحدود الشرقية لرفح. فيما بدأت وحدة الإسناد، بقيادة الشهيد هشام أبو نصيرة، شنّ الهجوم بالسلاح الآليِّ والقواذف، ثمّ اقتحم فراونة والرنتيسي الموقع بسلاحيهما الكلاشنكوف والــ (RPJ 7)، عبر نفقٍ حُفر أسفل الموقع، وبادر الشهيد الرنتيسي بإطلاق قذيفة الـ "آر بي جي" تجاه ناقلة الجند المجنزرة التي كان يقبع فيها "جلعاد شاليط"، سحبهُ من وسط الموقع، سلّمه لوحدة الإسناد، وعاد ليشتبك مع رفيقه فراونة، مُخبراً رفاقه بأنّه أقدم على هذه العملية ليستشهد، لا لأن يعود سالماً.

وبعد إتمام عملية أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط"، قام القائد العسكري لألوية الناصر صلاح الدين، عماد حمّاد، بالتحقيق الأوليِّ مع جلعاد شاليط. وبعد أخذ إفادةٍ مبدئيةٍ منه، واستلام ملابسه ورقمه العسكري، تمّ تسليمه لكتائب الشهيد عزّ الدين القسام. ويروي علي أبو صبيح، أحد الذين عاصروا الشهيد جمال أبو سمهدانة، بأنّ أبا عطايا كان يرغب بالنزول بنفسه والمشاركة في تلك العملية.

أمّ عطايا مدرسة النضال والجهاد

أمّا الحاجة أمّ عطايا فلتاريخها النضاليّ قصةٌ لا تزال فصولها مستمرةً ليومنا هذا. بدأت أمّ عطايا مشوارها النضاليّ كما هو حال معظم الفتيات الفلسطينيات في لبنان ضمن معسكرات الزهرات في مخيمات لبنان، وتحديداً في مخيم عين الحلوة عام 1985، في سنّ السادسة عشر. وشاركت في العمل العسكريِّ أثناء فترة حرب المخيمات والدفاع عن الوجود الفلسطيني، وتركّز عملها ضمن العمل اللوجستي ونقل السلاح للمقاتلين ضمن نقاط الاشتباك المتقدّم. ونظراً لمهارتها العسكرية، طلبت قيادة الثورة الفلسطينية منها الالتحاق بمعسكرات قوات الثورة في تونس، ثمّ بغداد، حيث التقت هناك بمسؤول معسكر الرشيد لتدريب قوات الثورة الفلسطينية، جمال أبو سمهدانة، وتمّ النصيب كما يقول ابنهما عطايا في عام 1991، وعادا معاً لأرض الوطن عام 1995.

لم تتوقّف فصول النضال في حياة أمّ عطايا هنا، بل شاركت زوجها في فصول نضاله ومطاردته من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية بعد اكتشاف علاقته بالجهاز العسكريِّ لحركة الجهاد الإسلاميِّ "قسم". ففي إحدى ليالي عام 1995، داهمت دوريةٌ للأمن الوقائي منزل جمال أبو سمهدانة، وكانت في البيت بارودتان وذخيرةٌ وبعض القنابل، وفي حينها كان مثل هذا العتاد لا يقدّر بثمنٍ لشحّ السلاح وصعوبة الحصول عليه، فما كان منها إلا أن تغلق الباب، وتُشهر السلاح وتلقّمه ليصبح جاهزاً للرماية، وهي تردّد: "اللي بدّه إمّه تبكي عليه دمّ يحط إيده على مسكة الباب، جمال مش هان وما بتدخلوا البيت إلّا على جثتي"، فما كان من الدورية إلا أن انسحبت من الموقع على الفور.

ومع بداية الانتفاضة، وبدء العمل العسكريِّ للجان المقاومة الشعبية ضمن ألوية الناصر صلاح الدين، بادرت أمّ عطايا فوراً ببيع ذهبها ومسدسها الخاصّ لتمويل العمل العسكريِّ للألوية، فباع أبو عطايا مسدّسها الذي ورثته من عين الحلوة واشترى به بندقية كلاشنكوف، وسلّمه لأحد مقاتلي ألوية الناصر صلاح الدين.

لم يتوقف عطاؤها عند ذلك، بل مارست أمّ عطايا النضال الفعليَّ عبر المشاركة في عمليات الرصد المتقدّم لمواقع الاستهداف الصهيوني وعمليات نقل السلاح، وكانت إحدى تلك الجولات أثناء حملها بابنها محمد، كما أرسلها الشهيد جمال مع القائد محمد الشيخ خليل في عدّة عمليات رصدٍ مشتركٍ مع سرايا القدس. وكان أبو عطايا يقول لها دوماً مُمازحاً: "اتّكلي على الله، وإذا اليهود مسكوكِ وعد ما أتجوز عليكِ"،  فتردُّ ضاحكةً: "اتفقنا".

أبو عطايا الإنسان

تركت شخصية جمال أبو سمهدانة المتواضعة، وعلاقتة المتينة مع مجتمعه جنوب قطاع غزة، أثراً كبيراً في قوة وتماسك حالة المقاومة فيها؛ فقد عُرف عنه تفاعله الدائم مع المجتمع في كافة أفراحه وأحزانه، وحتّى جهوده في الإصلاح في ذروة مطاردته. فقبل أيامٍ من استشهاده، عمل الشهيد بشكلٍ دؤوبٍ على إصلاح ذات البين في حالة ثأرٍ دمويّةٍ بين أفراد عائلة شيخ العيد في رفح، والتي أعلنت في نفس اليوم الذي استُشهد فيه إيقاف كافة حالات الثأر والدمّ التي استمرت 15 سنةً كرامةً لدم الشهيد.

لم يكن القائد جمال أبو سمهدانة ذا حضورٍ نرجسيٍّ أو متعجرفٍ، بلّ على العكس تماماً؛ فكان يتنقل بسيارات الأجرة والمواصلات العامّة بين معسكرات التدريب ونقاط الرباط المتقدّمة. وفي إحدى المرات، طلب منه المقاتلون طعاماً فأعطاهم كامل ما في جيبه من مال، ثم عاد بعد دقائق ليطلب منهم جزءاً من المال ليدفعه لسيارة الأجرة لتنقله إلى منزله. كان شهيدنا زاهداً قنوعاً، غلب الحديث عن الناس والغلابة والجوع والفقر، ولم يلبس إلا من "البالة"، فكان يرتدي الصندل وما بسط من الثياب. وفي إحدى المرات التي كان يمارس فيها عبادة الاعتكاف في أحد المساجد، أصرّ على تنظيف حمامات المسجد لوحده. كما اعتاش طيلة فترة مكوثه في غزة على راتبٍ واحدٍ من السلطة الفلسطينية، كما لم يتملك قطّ، وعاش حياته بالإيجار.

وحتى خلال قيادته لأنجع العمليات ضدّ العدوّ الصهيوني خلال انتفاضة الأقصى في رفح، وحين كان المطلوب "رقم واحد" لأجهزة أمن الاحتلال، استمرّ في تدريبه للمقاتلين، وشارك ضمن وحدات الإسناد المتقدّم في معظم العمليات الاستشهادية التي خطّط لها، كما كان ينزل بسلاحه الشخصيِّ لمواجهة الاجتياحات في جنوب غزة خلال انتفاضة الأقصى.

وفي عام 2006، وعند تعيين جمال أبو سمهدانة مراقباً عامّاً لوزارة الداخلية بعد تولّي حركة حماس حكومة قطاع غزة، أخبره البعض بخطورة رصد تحرّكاته، فأجاب: "دخلتُ نصرةً للحق والمظلومين، خلينا نموت عشانهم".

حافظ الشهيد جمال على روحِه المرحة طوال فترة حياته النضالية، ولكنّ استشهاد رفيقه أبو يوسف القوقا، كان أكثر ما أثّر فيه طوال مشواره النضالي؛ فلقد كان رفيق دربه ونضاله، وتأثر كثيراً بفقدانه، وما لبث أن انضمّ إليه بعد ثلاثة أشهرٍ. يقول علي أبو صبيح، أحدُ رفاق الشهيد: "كنّا نتفاءل دوماً ونشعر بالطمأنينة حينما يكون أبو عطايا حاضراً معنا في التدريب والتجهيز والعمليات النوعيّة، باختصارٍ، كان أبونا وأمنا وأحنّ الناس علينا".

المصدر: باب الواد 

***

[1] منشور فيسبوك للشهيد باسل الأعرج. و"أرطبون" هو قائدٌ روماني عرف بالحنكة والدهاء، ولقّب عمرُ بن الخطاب عمروَ بن العاص بـ "أرطبون العرب" بعد تفوقه على أرطبون الأصلي، قائلاً: "رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب".

المصادر

  • لقاء صوتي مسجل مع عطايا جمال أبو سمهدانة ابن الشهيد جمال أبو سمهدانة، وعلي أبو صبيح أحد الكوادر السابقة لألوية الناصر صلاح الدين
  • وثائقي جمال أبو سمهدانة، موقع يوتيوب، للمشاهدة هنا.
  • الموقع الرسمي لألوية الناصر صلاح الدين ولجان المقاومة الشعبية، رابط
  • ألوية الناصر الدين، الإعلام الجهادي، عهد الأحرار للقادة الأبرار، رابط