شبكة قدس الإخبارية

أبو طيور .. تحدى الاحتلال وارتقى شهيداً

أحمد قنن

غزة – خاص قدس الإخبارية: " أصيب أحمد أخيك... أرسلي زوجك على المستشفى على وجه السرعة" كانت هذه هي العبارة الأولى التي تلقتها هديل أبو طيور من والدتها وهي تجهش بالكباء على نجلها الذي أصيب بطلق ناري متفجر خلال مشاركته بمسيرة العودة الكبرى شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وتقول أبو طيور "23 عاما" لـ "قدس الإخبارية" إن اتصال والدتها جعلها تدرك أن هناك شيئاً غير عادياً يلوح بالأفق وهو ما جعلها تذهب برفقة زوجها إلى المستشفى الأوروبي الواقع جنوبي قطاع غزة.

وتضيف: "ذهبت وزوجي بسرعة إلى المستشفى، لنجد أحمد ملقىً على سرير قد أصبح لون غطاؤه أحمر وردي من كثرة الدم الذي نزف إثر إصابته والأطباء من حوله يبذلون قصارى جهدهم لإنقاذ حيته".

وبحسب إفادة شقيقته لمراسل "شبكة قدس" فإن الطواقم الطبية، أجرت له عدة عمليات جراحية إلا أنها لم تنجح في إنقاذ حياته فهو كان بحاجة لتحويلة علاج في الخارج، نظرًا لقلة الإمكانيات والمعدات الصحية المتوفرة في مشافي القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل للعام الثاني عشر على التوالي.

وأعلن، اليوم السبت، عن استشهاد الطفل أحمد مصباح أبو طيور "16 عامًا"، إثر إصابته أمس الجمعة بعيار ناري متفجر خلال مشاركته في جمعة "عائدون رغم أنفك يا ترامب" ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأظهر مقطع فيديو جرى تصويره لحظة اقتراب الشهيد أبو طيور من السياج الحدودي استهداف الاحتلال له بشكلٍ مباشر أثناء مشاركته بمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع.  

"طول عمره كان يتمنى الشهادة"، جملة بدأ بها شقيق الشهيد تامر أبو طيور حديثه لمراسل "قدس الإخبارية"، عن مشاركة شقيقه الدائم في مسيرات العودة وحرصه وإصراره الدائم للذهاب لنقاط التماس والمشاركة في كافة الفعاليات.

ويضيف أبو طيور: "أطلق عليه أصدقاؤه لقب فتى التحدي  لمشاركته الفعالة في المسيرات التي أثبتت أنه صاحب عزيمة وإرادة لا تلين، عبر ما كان يقوم به بالفعاليات الخاصة بالمسيرات".

ويتابع القول: "نبأ استشهاد شقيقي كان فاجعة بالنسبة لنا وخاصة لدى والدتي رغم توقعها المسبق بذلك، لكن أخي الشهيد كان عنده طموح انو يعيش كباقي أطفال العالم بحرية وسلام وحياة خالية من ظلم الاحتلال".

من جهته، يقول صديق الشهيد شريف الدبجي "29 عامًا" لـ "قدس الإخبارية" إنه اعتاد هو والشهيد أحمد وبقية شباب وأطفال منطقتهم السكنية الذهاب للحدود الشرقية لمدينة رفح للمشاركة في فعاليات مسيرة العودة وبشكل سلمي.

ويضيف: " هذه المرة كانت الأصعب بالنسبة لنا نظرًا لإصابة أحمد، الذي كان دائمًا ما يشحذ هممنا رغم صغر سنه، والذي كان يحرص بشكلٍ دائم على المشاركة في فعاليات مسيرة العودة المختلفة".

ويستحضر صديق الشهيد لحظة إصابة أبو طيور قائلًا: "كنت أقف قرب أحمد وننظر للقناصة التي تقوم بمحاولة استهدافه، قمت بالطلب منه بالعودة للخلف كونه في مكان خطير لكنه استمر بالتواجد في منطقته".

ويتابع: "ما لبثت قناصة الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة خلف الكثبان الرملية لحظة إلا وأطلقت بعدها رصاصة متفجرة صوب أحمد، استقرت في منطقة الركبة ما أدى لقطع في الأوردة والشرايين بما فيها الشريان المغذي للقلب، وتفاقمت حالته الصحية إثر ذلك".

 

وانطلقت مسيرات العودة الكبرى على شكل نقاط موزعة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، في آذار/ مارس الماضي، استشهد خلالها 173 فلسطينيًا وفلسطينية، وأصيب بينهم 19600 بجراح مختلفة.