شبكة قدس الإخبارية

مش راح أرجع اليوم.. الشهيد أحمد ياغي تمنى الشهادة ونالها

محمود غانم

غزة - خاص قدس الإخبارية: “إلي بخاف من الموت ما بدي أشوفه شرقا… تيجي تاخذ صورة وتروح تعمل فيها بطل لا خليك في البيت” كان ذلك المنشور الأخير الذي كتبه الشهيد أحمد ياغي (25 عامًا) قبل أن يرتقي شهيداً إثر إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته بمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار شرق مدينة غزة.

ومنذ انطلاقة مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار نهاية آذار/ مارس المنصرم شارك الشهيد ياغي بشكل متكرر في المسيرات والنشاطات المختلفة التي شهدتها المناطق الحدودية القريبة من الأراضي المحتلة عام 1948 وهو ما جعل عائلته تتوقع شهادته في أية لحظة.

وهو ما يؤكد والده الذي يقول لـ"قدس الإخبارية" إنه توقع نبأ استشهادة منذ عدة شهور نظراً لمشاركته المتواصلة في كل جمعة من مسيرات العودة الكبرى حيث يذهب بصحبة أصدقائه على الحدود شرق قطاع غزة ويتقدم نقطه الصفر بصدره العاري لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ويتابع قائلاً: "فور سماع نبأ استشهاد ابني شكرت الله وقلت الحمد لله رب العالمين، لماذا أحزن عليه وهو نبأ يشرح القلب والكل يتمنى أن يكون ابنه شهيد يدافع عن تراب هذا الوطن".

ويشير إلى أن اللقاء الأخير بينه وبين أحمد كان قبل نصف ساعة من ذهابه للحدود حيث كان يُخطط مع أصدقائه للذهاب هناك وبعد لحظات قليلة من وصوله تلقت العائلة نبأ استشهاده.

ويستكمل قائلاً: "أحمد تمنى الشهادة ونالها وكان يقول دائما لي يمكن أروح وما أرجع بعد هيك يابا، كان الأفضل من بين أبنائي السبعة وطيب الأخلاق والسمعة بين أهله وجيرانه ويسارع في تلبية احتياجات البيت وهذا ما يشهد له الجميع".

أما منتصر ياغي شقيقه فيقول لـ "قدس الإخبارية" إنه شعور بصدمة كبيرة لحظة استماعه لنبأ استشهاد شقيقه أحمد وتعرض لانهيار أثناء الذهاب للمستشفى لإلقاء النظرة عليه.

ويضيف: "قبل ساعة من استشهاده كان يجلس برفقتي ويقول بدي أروح مع أصدقائي ومش راح أذهب على الحدود شرقا اليوم، ولكن بعد ساعة تلقينا نبأ استشهاده الذي لم أتوقعه حينها".

وتابع: " كان أحمد يحتفظ بملابس كان يرتديها لحظة إصابته في مسيرات العودة قبل شهر من استشهاده وكان مكتوب عليها بعض الكلمات النضالية (تحيا فلسطين حرة عربية برغم المواجهات- لص يسرقني ويسرق أهلي وبلادي-ابن فلسطين أحمد ياغي أبو الوطن )".

ويردف قائلا: " استشهد أخي أحمد وحقق الحلم الذي يتمناه وبقيت بلوزته محفوظة للعائلة والأجيال القادمة من بعده للسير عن على ذات النهج".

أما صديقه الأقرب بكر أبو حماد فيقول لـ"قدس الإخبارية" إن آخر مرة التقى بها الشهيد أحمد كانت قبل شهر خلال ذهابه إلى محل للملابس، حيث كان يعمل هناك فقام باختيار الملابس وبيعها له.

ويوضح أبو حماد في حديثه أن لحظة تلقي خبر استشهاده تعرض للصدمة ولم يصدق هذا النبأ قبل أن يتأكد من صحته بشكل نهائي.

ويتابع أبو حماد: "كان معروفاً لدى أقربائه وأصدقائه وجيرانه أنه مخلصاً وضحوكاً ويساعد الآخرين ويذكرني دائما بأيام الطفولة خلال لقائي معه".

[gallery type="slideshow" link="file" size="full" ids="155461,155462,155463,155464,155465,155466,155467"]