نشأت وترعرعت معه
"هو ليس زوجي فقط بل كان مرشدي ومعلمي في الحياة فعلى يديه نشأت وترعرعت" بهذه العبارات بدأت المسعفة أبو مصطفى حديثها لـ "قدس الإخبارية"لحظة الاستشهاد
وتستذكر أبو مصطفى اللحظات الأخيرة لارتقاء زوجها شهيداً قائلة إنه خاطبها بالقول: "ما تروحي اليوم على الحدود قلبي ناقزني" ثم مضى مسرعاً نحو الحدود الشرقية حيث أعلن في وقتٍ لاحق على استشهادها بنيران الاحتلال. وتستكمل المسعفة: ""بعد ما وصل منطقة الحدود كلمني وقال لو بدك تعالي أنا موجود في الخيمة تبعتنا" لبست وأخذت عدة التمريض الخاصة بي ووصلت عنده فوجدته محضرًا الشوكولاته والكوكا كولا كعادته وجلسنا جلسة يقال عنها (استراحة مقاتل) وبعدها رحت أنا على شغلي في وحدة الإسعاف والطوارئ". وتتابع لمياء وعيناها اغرورقت بالدموع: "ذهبت وليتني لم أذهب فلحظتها تلقيت اتصالا هاتفيًا يؤكد نبأ استشهاد زوجي، (الرجل صاحب العكازين) المعهود عليه بأن يتقدم الصفوف الأولى غير آبه لغطرسة الاحتلال الوحشية". وتعتبر أبو مصطفى أن زوجها تمت صفيته وبشكل مقصود من قبل قوات الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة فما حصل بحقه هو اغتيال مباشر من عدو لا يعرف للإنسانية أي سبل.على نهج والدي
"كنت أصلي العصر في المسجد بمنطقتنا، قبل أن يبلغني أحد أصدقائي بأن والدي استشهد" بهذه العبارات بدء محمد أبو مصطفى حديثه عن اللحظة الأولى لمعرفته بنبأ استشهاد والده والتي تعتبر بمثابة اللحظة الأصعب بالنسبة له. ويقول الفتى أبو مصطفى "16 عاماً" لـ "قدس الإخبارية" إن والده استشهد وترك عائلة كاملة بمثابة أمانة في عنقه ومسؤولية كبيرة، كونه الأكبر من الفتيان في صفوف إخوانه إلى جانب أخواته الثلاثة وأمه. أما شروق أبو مصطفى "19 عامًا"، فتقول لـ "قدس الإخبارية": " أفتقد أبي في كل لحظة ومكان فزوايا المنزل تشهد على مدى عطاءه وحبه لنا وكان خير معيل لنا حيث قام بتربيتنا أفضل تربية وكان لا يتهاون لحظة عن توفير كل ما يلزم". واختتمت حديثها بالقول، وإجهاش صوتها من شدة البكاء كان واضح الملامح: "بابا عريس وراح على الجنة وارتاح من معاناته نتيجة الإصابات المتتالية ولنا لقاء في الفردوس الأعلى بحصبة الأنبياء والشهداء".