شبكة قدس الإخبارية

فيديو| تفاصيل اغتيال الاحتلال لقائدين من "صقور الفتح" بخانيونس

هيئة التحرير

خانيونس- قُدس الإخبارية: اعترفت سلطات الاحتلال في تقريرٍ مصور يعرض شهادات حيّة لضباط في جيش الاحتلال، بتفاصيل اغتيال وحدة "شمشون"، عام 1992، لقائدين من "صقور فتح" أسامة النجار وأنور اصليح، اللذان كانت لهما أيدِ ضالعة في قتل العملاء، في خانيونس جنوب قطاع غزة.

ونشرت القناة "الثانية"الإسرائيلية، تقريراً عن وحدة المستعربين "شمشون" التابعة لجيش الاحتلال، والتي عملت في قطاع غزة حتى توقيع اتفاقيات أوسلو، وقيام السلطة الفلسطينية، شمل اعترافات لأول مرة بشكل علني من قبل عناصر الوحدة عن عمليات الإعدام التي نفذتها الوحدة من مسافة الصفر ضد شبان فلسطينيين بحجة أنهم مطلوبون لقوات الاحتلال "الإسرائيلي".

ومما جاء في التقرير، أن "المحاربون من وحدة شمشون عملوا في أكثر المواقع جنوناً، تسللوا إلى عمق قطاع غزة، وهم يحملون اسم وعنوان مطلوب من أجل الوصول إليه، للمرّة الأولى يتحدثون بشكل علني، وعن تلك الليلة المرعبة في قلب قطاع غزة، ومن حولهم فوضى لا يمكن تخليها حتى في الأفلام، ولم يكن لديهم علم كيف ستنتهي".

التقرير يعرض أيضاً تفاصيل عمليتي اغتيال من تلك التي نفذها عناصر وضباط وحدة "شمشون" في صيف العام 1992، الأولى عملية اغتيال أسامة النجار قائد تنظيم "صقور فتح" في خان يونس، يتهمه الاحتلال "الإسرائيلي" بإعدام عملاء للاحتلال، والثانية عملية اغتيال أنور إصليح، متهم من الاحتلال بأنه أطلق النار على وحدة "شمشون" خلال عملية اغتيال النجار.

معلومات وصلت من جهاز شاباك الاحتلال، لوحدة المستعربين عن مكان وجود قائد "صقور فتح" في خان يونس أسامة النجار، تحركت وحدة المستعربين للمكان دون أن تعلم بالضبط في أي  جزء من المبنى بالضبط يوجد أسامة، اقتحموا المبنى، سبقهم أسامه في إطلاق النار، أصاب اثنان من عناصر الوحدة، أحدهم توفي بعد أيام متأثراً بجروحه، والآخر عاش في إعاقة دماغية طوال حياته، بعدها تمكنت وحدة المستعربين من اغتيال "أسامة النجار" بعد أن أفرغ ضابط الوحدة مخزن رصاص كامل في جسده كما روى للقناة العبرية.

وتابع التقرير، نتائج عملية اغتيال النجار كانت صعبة، والإحباط كان أيضاً أحد نتائجها عندما علم أن مسلح فلسطيني آخر شارك في إطلاق النار على وحدة المستعربين التي اغتالت النجار، وتمكن من الانسحاب من المكان، وهذا الشخص هو أنور صليح، والذي تحول لهدف لوحدة المستعربين "شمشون".

ضابط في وحدة المستعربين وصف أنور صليح بقط بسبعة أرواح، شخص عنيف، يطلق النار بلا حساب عندما يكون مسلحاً، تمكن من الإفلات من وحدة المستعربين أربع مرات، وحدد كمطلوب رقم واحد في قطاع غزة، كان يخطط لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال وفق رواية ضابط وحدة "شمشون"، أوفير ضابط في وحدة المستعربين أخذ على عاتقه الوصول لأنور صليح، اختار مجموعة من عناصر الوحدة ليكونوا معه في مهمة القبض على صليح أو قتله.

13 أكتوبر 1992، أنباء عن قيام صليح بإطلاق النار على جنود من جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وفق جهاز الشاباك "الإسرائيلي"، الضابط أوفير شكل خلية مستعربين من ستة عناصر، دخلوا في ساعات المساء سوياً لخان يونس بحثاً عن صليح في الأزقة، مع دخولهم لخان يونس توزعت خلية المستعربين لمجموعتين، ثلاثة في كل مجموعة.

خلال التقرير يصف عناصر وحدة المستعربين حالة التوتر النفسي خلال تنفيذ المهمة، وعن تخوفهم من كشفهم من قبل السكان في المكان، مجموعتي المستعربين تتجول في المخيم، إحدى المجموعات كشفت من سكان خان يونس، أحرقوا مركبتهم، وهاجموهم بالحجارة، وبكل ما وصلت له أيدهم، أغلق السكان الشوارع المؤدية للمكان لإعاقة وصول قوة الإنقاذ "الإسرائيلية"، إلا أن القوة في النهاية استطاعت الدخول وأنقذت الثلاثة المستعربين من يد السكان المحليين.

المجموعة الثانية من المستعربين لكي لا ينكشف أمرها، قررت المشاركة في المظاهرة ورجم زملائهم المستعربين من الوحدة بالحجارة، بل وصل الأمر بأحد عناصر وحدة المستعربين للسير برأس المظاهرة، لكنهم لم يتراجعوا عن مهمة اغتيال أنور صليح في تلك الليلة، وطلبوا من ضابط الوحدة الإذن بإكمال المهمة على اعتبار أن أنور صليح سيصل للمظاهرة لاستطلاع الأمر، وحينها سيتم اغتياله.

توقع عناصر الوحدة كان في محله وفق روايتهم في التقرير للقناة العبرية، أنور صليح وصل للمظاهرة مسلحاً بكلاشنكوف، في الظلام، تتبعه عناصر وحدة المستعربين بين المتظاهرين، ومن مسافة 30 سم وجهاً لوجه أطلق عناصر وحدة المستعربين النار معاً على أنور صليح، سقط ببطء على الأرض.

يروي أحد عناصر الوحدة تفاصيل ما بعد الاغتيال، بدأنا نسمع صراخ، وصيحات الله أكبر، والجمهور أخذ يبتعد للخلف ليفهم ما يجري، فهم سمعوا صوت رصاص دون أن يرى شيء، وخلال التراجع للخلف لوضع مخزن رصاص جديد في المسدس شاهدت أحد عناصر الوحدة على الأرض مصاب بأربع رصاصات في الظهر.

هنا كان مطلوب من عناصر وحدة المستعربين الحفاظ على أنفسهم بعدد قليل من الرصاص بحوزتهم، المتظاهرون كشفوهم، وأخذوا يلقون عليهم كل ما وصلت لهم أيدهم، خلال دقائق طويلة ألقيت عليهم الحجارة والحديد ومعهم عنصر من الوحدة مصاب بجروح خطرة.

قوة الإنقاذ تاهت في أزقة خان يونس قبيل الوصول لعناصر وحدة المستعربين بالقرب من المتظاهرين، وبعد تواصل بين عناصر الوحدة ووحدة الإنقاذ تمكنت وحدة الإنقاذ من الوصول لهم بعد ثمانية عشر دقيقة وإخراجهم من المكان.

الجريح في عملية اغتيال أنور صليح بقي على كرسي متحرك لمدة سبع سنوات، وتوفي بعدها بسبب الإصابة من تلك العملية، ووحدة "شمشون" حلت بعد الخروج من الانسحاب "الإسرائيلي" من قطاع غزة بعد توقيع اتفاقيات أوسلو.