شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" تسرق النيل

هيئة التحرير

مصر - قدس الإخبارية: بدأ مخطط تحويل حصة من مياه النيل إلى كيان الاحتلال، عبر ما تسمى "سحارات سرابيوم والسلام".

الخبير الدولي في مجال الاتصال والمعرفة نائل الشافعي، كشف أن اتفاقية سد النهضة تتضمن منح الاحتلال حصة من المياه، مقابل المياه لمصر، "لكي تصبح المقايضة ممكنة، إذا أرادت مصر أن تحصل على مياه من النيل (عبر سد النهضة)، فعليها تمرير قدر معين منها إلى إسرائيل عبر سحارات سرابيوم والسلام".

وأضاف، "انتبهوا لسحارة سرابيوم التي بدأ السيسي بناؤها في 2014، لنقل مياه النيل إلى شرق قناة السويس، في نفس الوقت الذي يتم فيه إخلاء شمال شرق سيناء من سكانها"، مشيرا إلى أن سحارة السرابيوم  صممها الإسرائيلي شاؤل أرلوزورو في 1977 وروج لها السادات باسم "زمزم الجديدة" وبناها مبارك في 1996".

وسحارة السرابيوم، وفقا لموقع المعرفة، هي "سحارة تحت تفريعة السيسي في قناة السويس، على عمق 60 مترا تحت الأرض، بطول 425 مترا لنقل مياه النيل إلى سيناء".

وتشمل السحارة تمرير عدد 4 مواسير بقطر 4 أمتار على عمق 60 مترا تحت سطح الأرض وتحت قاع القناة بـ16 مترا، والتي تستهدف ري واستصلاح 100 ألف فدان بشرق القناة، وبلغت جملة تكلفتها 175 مليون جنيه.

وأوضح الشافعي، أنه لن تكون هناك ضغوط على مصر لمقايضة الماء مع "إسرائيل"، "الأمر سيكون أبسط وأشيك: خصخصة مرفق المياه، يتم إسناد مرفق المياه إلى شركة خاصة"، مشيرا إلى أن أكبر شركة إمداد مياه في العالم هي شركة قناة السويس العالمية الفرنسية واسمها الحالي" Suez" والتي تزود بالمياه أكثر من 200 مليون نسمة حول العالم.

وبين أن "شركة (سوس) ستقوم بإدارة مرفق المياه في كل بر مصر وستشرف على كل شؤون المياه، وسيتم إلغاء وزارة الري، ثم ستقوم بمفاوضات جلب الماء عبر سد النهضة، ومفاوضات إرسال المياه لإسرائيل عبر السحارات، أي أن المياه ستخرج من حيز القضايا السيادية".

من ناحيته، أكد أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية بدر شافعي، أن تحويل حصة من مياه النيل إلى إسرائيل عبر سحارات يتم إنشائها حاليا أسفل قناة السويس أمر وارد، وهذا ما يسعون إليه الآن، مضيفا، "هذا مشروع قديم منذ أيام السادات، ولكنه توقف بسبب تصاعد موجات الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل في ذلك الوقت، والآن السيسي يسعى لاستكمال هذا المشروع".

ورجح شافعي أن تلعب "إسرائيل" صاحبة العلاقات الوطيدة مع أثيوبيا، دور الوسيط بين القاهرة وأديس أبابا، مقابل الحصول على حصة من مياه النيل، متوقعا أن تأتي الوساطة الإسرائيلية مع تفاقم الأزمة بين مصر وأثيوبيا وتأثيرها بشكل مباشر على حصة المواطن المصري من مياه الشرب.

وأوضح أن حصة مصر من مياه النيل تأثرت بالفعل خلال الفترة الماضية، لكن تأثيرها لا يزال مقتصرا على الحصة الخاصة بمياه الري والتأثير على بعض المحاصيل الزراعية، ولم تصل بعد إلى حصة مياه الشرب، لافتا إلى أن تأثر الحصة الخاصة بمياه الشرب مرتبط بخطة أثيوبيا في تخزين مياه النيل خلف السد الجديد.

وحول مدى قبول المصريين بتحويل حصة من مياه النيل لإسرائيل، قال شافعي إن النظام المصري يخطط بشكل جيد لتمهيد الرأي العام لتقبل هذا الأمر، مفاد هذه الخطة الترويج لسيناريوهات كارثية وخيارات مرة سيجد الشعب نفسه أمام قبول هذا الأمر باعتباره أفضل تلك السيناريوهات.

ولفت إلى أن "إسرائيل" لن تدخل للعب دور الوسيط إلا عندما تتفاقم الأزمة التي تساهم بشكل كبير في تأجيجها والتحريض عليها، وتبدأ أثيوبيا في مرحلة تخزين المياه، ولا يجد المصريون بدائل أمامهم سوى القبول بالمقايضة بين العطش أو تحويل حصة من مياه النيل إلى إسرائيل.

وأشار إلى أن إسرائيل بحاجة إلى ما بين 800 مليون إلي مليار متر مكعب من حصة مياه النيل، ستحصل عليها كمكافأة من النظام المصري لدورها في الوساطة بين مصر وأثيوبيا، مضيفا: "هذه المسألة مسألة وقت ومرتبط تنفيذها بشكل كبير بالمعدل الزمني الذي ستضعه أثيوبيا لعملية تخزين المياه خلف السد، وأيضا العوامل المرتبطة بمواسم الجفاف والفيضانات".

المصدر: موقع عربي 21