شبكة قدس الإخبارية

تنهد السجين

قسام معدي
أماه يا قمري الحنون يا مرفأ الأمان لنجمةٍ شريدةْ أنا ابنك الذي مشى على بحارِ حبهِ لآخر الضفافِ ... لا سفينةً تعيدَهْ أماه إنني ابنكِ السجين مثل عشقهِ وحيدٌ في نزيفهِ ... كمعةٍ وحيدةْ سلّمَتْهُ قبْلةٌ ، وأورشليم كانت تبكي على يديكِ آخرالقصيدةْ هناك في المجالس يطلبون صلبي لأنني نقضتُ رمادَ الخوف عنهمو عن وردةٍ وليدةْ أماهُ إن سجني يفيض بما في قلبي وخارجاً يراقصُ الظلامُ بؤسَ أخوتي على الدماء النازفة لوردتي الطريدةْ أماهُ... با أجمل الزنابق بطابور انتظارٍ يا أطول البيارق غريق صوتك الباكي بضوضاء الممر أسمعها قريبةً طفولتي البعيدةْ... أماه في زنزانتي تجمع كل جرحي: ركام دار أعدِمَت الشجرة التي قُتِلَت نزْف الشفاهِ المقفلةْ البسمة التي سُلبَت أماه في قيودي ينبض كل طفلٍ قد حُرم الأغاني وليلةً سعيدةْ... ويصرخ كل حلْمٍ وكل قصيدةٍ ذبحَت وأشواقٌ مصادرةٌ والأحرف الشهيدةْ هناك في المجالس يطلبون صلبي يُشهِدونَ قبوراً يتمونَ المكيدة... يُغرقونَ ليلتهم بالضحكات الخائفة يحضّرون خَشْبةً عليها سوف تحاكَمُ كل العروش الزائفة فأنا الذي مشى على بحار حبه لآخر الضفاف لا سفينةً تعيدَه... أماهُ فانظريني إنني بسجني أجعل الأشياء كلها جديدةْ ...